قَالَ: وَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ لَا تُرْمَى وَلَا يُرْمَى وَلَدُهَا، وَمَنْ رَمَاهَا أَوْ رَمَى وَلَدَهَا جُلِدَ الْحَدَّ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ قُوتٌ وَلَا سُكْنَى؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمَا يَتَفَرَّقَانِ بِغَيْرِ طَلَاقٍ، وَلَا مُتَوَفًّى عَنْهَا.
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أَبْصِرُوهَا، فَإِنْ جَاءَتْ بِهِ أُثَيْبِجَ، أُصَيْهِبَ، أُرَيْسِحَ، حَمْشَ (٣) السَّاقَيْنِ، فَهُوَ لِهِلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ خَدَلَّجَ السَّاقَيْنِ، سَابِغَ الأَلْيَتَيْنِ، أَوْرَقَ، جَعْدًا، جُمَالِيًّا (٤) فَهُوَ لِصَاحِبِهِ". قَالَ: فَجَاءَتْ بِهِ أَوْرَقَ،
(١) في (م): "أشد من الناس". (٢) في النسخ: "فتلك"، والمثبت من أصل الرواية. (٣) في النسخ: "أثيبج خمش"، والمثبت من السنن الكبير (١٥/ ٤٢٤). (٤) أثيبج: تصغير أثبج، وهو الناتئ الثَّبَج، والثبج: ما بين الكاهل إلى الظهر. وأصيهب: تصغير أصهب، وهو الذي يعلو لونه صُهبة، وهي الشقرة، وقيل: إن الصهبة مختصة بالشعر، وهي حمرة يعلوها سواد. وأريسح: تصغير أرسح: وهو الذي لا عَجُزَ له، أو هي صغيرة لاصقة بالظهر. وحمش الساقين: دقيقهما. والأورق: الأسمر. والجعد في صفات الرجال يكون مدحا ويكون ذما، فإذا كان ذما فله معنيان: أحدهما القصير المتردد، والآخر البخيل، يقال: رجل جعد اليدين وجعد الأصابع، أي بخيل، وإذا كان مدحا فله أيضًا معنيان: أحدهما أن يكون معناه شديد الخلق، والآخر يكون شعره جعدا غير سبط، =