كتاب الخلافيات - البيهقي - ت النحال

كتاب قسم الصدقات - مسألة (٤١٩): ولا يجوز صرف الصدقات إلى صنف واحد من جماعة الأصناف الثمانية مع وجودهم - ج: 5 - ص: 311

مَسْأَلَةٌ (٤١٩): وَلَا يَجُوزُ صَرْفُ الصَّدَقَاتِ إِلَى صِنْفٍ وَاحِدٍ مِنَ جَمَاعَةِ الْأَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ مَعَ وُجُودِهِمْ (١).

وَقَالَ الْعِرَاقِيُّونَ: إِنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ (٢).

وَدَلِيلُنَا قَوْلُهُ تَعَالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} (٣) الْآيَةَ.

[٣٩١٧] أخبرنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُوسِيُّ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ، ثنا أَبُو دَاوُدَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ غَانِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ زِيَادًا الْحَضْرَمِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ زِيَادَ بْنَ الْحَارِثِ الصُّدَائِيَّ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَبَايَعْتُهُ، فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلًا، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَعْطِنِي مِنَ الصَّدَقَةِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللَّهَ - عز وجل - لَمْ يَرْضَ بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ فِي الصَّدَقَاتِ حَتَّى حَكَمَ فِيهَا هُوَ، فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ حَقَّكَ" (٤).

تَابَعَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ (٥).

---

(١) انظر: الأم (٣/ ٢٢٠)، ومختصر المزني (ص ٢١٢)، والحاوي (٨/ ٤٧٨)، والوسيط في المذهب (٤/ ٥٦٩)، والمجموع (٦/ ٢٠٥).
(٢) انظر: المبسوط (٣/ ٩)، وبدائع الصنائع (٢/ ٤٤)، والهداية في شرح البداية (١/ ١١١)، وتبيين الحقائق (١/ ٢٩٩).
(٣) سورة التوبة (آية: ٦٠).
(٤) أخرجه أبو داود في السنن، رواية ابن داسة (ق/ ١٢٤).
(٥) أخرجه الدارقطني في السنن (٣/ ٥٧).