قَالَ: فَقُلْتُ (٣): مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ (٤). فَقُمْتُ، فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ الثَّالِثَةَ (٥)، فَقُمْتُ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا لَكَ يَا أبا قَتَادَةَ؟ ". فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَلَبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنْ حَقِّهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -: لا هَا اللَّهِ إِذًا (٦) لا نَعْمِدُ (٧) إِلى أَسَدٍ مِنْ أسْدِ اللَّهِ يُقاتِلُ عَنِ اللَّهِ - عز وجل -، وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فنُعْطِيكَ سَلَبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "صَدَقَ،
(١) في النسخ: "عاتقيه"، والمثبت من المصدر السابق. وحبل العاتق: هو ما بين العنق والكتف. (٢) ما بين المعقوفين ليس في النسخ، والمثبت من أصل الرواية. (٣) في صحيح البخاري والسنن الكبير: "فقمت فقلت". (٤) زاد بعده في النسخ: "فقمت فقلت: من يشهد لي؟ ثم جلست، ثم قال مثل ذلك" وهي زائدة عما في أصل الرواية، والسنن الكبير، وصحيحي البخاري ومسلم. (٥) في النسخ: "الثانية"، والمثبت من أصل الرواية. (٦) قال النووي في شرح مسلم (١٢/ ٦٠): "هكذا في جميع روايات المحدثين في الصحيحين وغيرهما: لا ها الله إذًا بالألف، وأنكر الخطابي هذا وأهل العربية، وقالوا: هو تغيير من الرواة، وصوابه: لا ها الله ذا بغير ألف في أوله، وقالوا: وها بمعنى الواو التي يقسم بها، فكأنه قال: لا والله ذا، قال أبو عثمان المازري: معناه: لا ها الله ذا يميني أو ذا قسمي، وقال أبو زيد: ذا زائدة، وفيها لغتان المد والقصر، قالوا: ويلزم الجر بعدها كما يلزم بعد الواو، قالوا: ولا يجوز الجمع بينهما، فلا يقال: لا ها والله". (٧) قال النووي: "ضبطوه بالياء والنون".