ضعاف العقيلي (١): «ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن ثوير بن أبي فاختة، وكان سفيان يحدث عنه»؛ فقصر نفي السماع على ابن مهدي دون قرينه يحيى؛ وهو وهم في أصل كتاب العقيلي لا من النساخ؛ يؤيده ورود النقل على الصواب وفاقا لما في الأصل عند ابن حبان (٢)، ونقل العقيلي نفسه عن بلدي الفلاس أبي موسى العنزي، نفي السماع عن الشيخين معا.
وكشفت المقابلة بين نصوص كتابنا وما تناثر في تضاعيف المناقل، عن وجود زيادات بها مفسدة للمعنى؛ فمنه: قال عمرو بن علي: «وكان يحيى يحدث عن الحسن بن ذكوان؛ وما سمعت عبد الرحمن ذكره في حديث قط»(٣). والخبر في الكامل أيضا (٤)؛ لكن وقع فيه:«وكان يحيى لا يحدث عن الحسن…»؛ وهو مفض إلى نقيض مقصود المؤلف.
ومن هذا الضرب أيضا: قال عمرويه: «سمعت يحيى وعبد الرحمن، يحدثان جميعا عن عبد الله بن محمد بن عقيل، والناس يختلفون فيه»(٥).
قلت: وما في المجروحين (٦) بخلاف ما في الأصل؛ ففيه:«كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عن عبد الله بن محمد بن عقيل». فاختلف معناه بالإدراج المخل.
مثال آخر؛ قال الفلاس:«وكانا جميعا - يعني: يحيى وعبد الرحمن - يحدثان عن أبي حرة»(٧).
قلت: في الكامل (٨)، نفي تحديث الشيخين عن واصل؛ وهو ينتج تناقضا في العزو للفلاس، وهو خطأ من الناقل عن ابن عدي، بدليل وقوعه على الصواب في مختصر الكامل للمقريزي (٩).