وتحديث أبي عبد الله عنه في عشرات المواضع وتعليق النقول عنه بين، وعبارات التلقي عنه بأخص من ذلك دليل لائح على مبلغ اعتزازه؛ فمنه للمثال: قوله في خصوص «التاريخ الكبير»(١): «قال لي عمرو بن علي»؛ «قاله لي عمرو بن علي»:
أفضت معارضة نقول البخاري عن تاريخ الفلاس وعلله، إلى نتيجة مفادها أن أبا عبد الله كان أمينا على ألفاظ المؤلف، فيظهر أنه كان ينقل عن نسخة من الكتابين، وقد وقفت على أكثر من نقل صريح عن كتاب العلل في التاريخ الأوسط: ٣٢٩/ ٣؛ ر: ٥٠٨ - ٤٤٣/ ٣ - ٤٤٤؛ ر: ٦٦٢ - ٥٥٣/ ٣؛ ر: ٨٣٩ - ٤٤٨/ ٣ - ٤٤٩؛ ر: ٦٦٩ - ٦٣٩/ ٣؛ ر: ٩٨٥ - ٦٤١/ ٤؛ ر: ٩٨٧.
وأحيانا تقع الإفادة من كتاب «العلل» دون النقل الصريح، مثل قوله في «التاريخ الكبير»(٢): «قال الفلاس: وسمعت يزيد بن زريع يقول: عدلت عن أبي بكر الهذلي وأبي هلال عمدا». فأسقط البخاري واسطة الفلاس، وعزا الكلام له رأسا، وقصر الكلام على الهذلي دون قرينه. وكان الله أدق في كتاب «الضعفاء»(٣)، فساق الكلام على التردد وقال:«قال عمرو بن علي أو غيره: عدلت عن أبي بكر الهذلي عمدا».
ويعمد البخاري في بعض الإفادات من الفلاس إلى الاختصار، مثلما فعل في رسم أبي الغصن من التاريخ الكبير إذ قال: «إسحاق، أبو الغصن:
(١) اقتصرنا على ما في المجلد الأول منه، لتقصيد وظيفة الإيراد. (٢) ٤/ ١٩٨؛ رت: ٢٤٧٨. (٣) رواية مسبح: وه ظ.