للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعث من يموت؛ أتراك تجمع بين [أهل] (١) القسمين (٢) في دار واحدة (٣). قال أبو بكر: وبكى أبو حفص (٤) بكاء شديدا». وشدة بكائه هاته تجد تفسيرها في العرق الذي ينزعه إلى جده بحر، وإلى صحبته لأهل الحديث مذ كان حدثا يتردد إلى مجالسهم.

وحضر تلميذه ابن أبي خيثمة موقفا مماثلا - حين ورد الشيخ بغداد آخر عمره وحدث بها عند باب خراسان - فقال: «… فلما أصبحنا، اجتمع عليه الخلق ورقوه سطحا، فكان أول شيء حدثنا به، قال: حدثنا فلان بن فلان منذ سبعين سنة، قال: حدثنا فلان - لصاحبه - منذ سبعين سنة، وأرسل عينيه بالبكاء، وقال: ادعوا الله أن يردني إلى أهلي» (٥).

[٨ - اهتمامه بمسالك الرواية ومخارج الأخبار ودقته في ضبط المتون]

فمنه ما أورده محمد بن عبد السلام بن سعدان في أحاديثه، قال:

«حدثنا يوسف؛ قال: حدثنا محمد بن موسى الحلواني؛ قال: حدثنا عمرو بن علي؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن أنس أنه كان إذا حدث عن رسول الله قال: «أو كما قال». قال عمرو بن علي: «هذا حديث عبد الرحمن، سمعه أصحاب حماد من عبد الرحمن»» (٦). فلم يكتف برواية الحديث عن ابن مهدي، حتى زاد عليه علم أنه عند أصحاب حماد عنه بإفادة عبد الرحمن.

وكان ضابطا لحديث شيوخه، يردهم إلى الجدد إذا وهموا فيه؛ فعنه قال: «نا أبو عاصم، نا عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، «أن


(١) مستدرك عن سير أعلام النبلاء: ٦/ ٣٨٧.
(٢) في طبعة مكتبة القرآن: المرأين المقسمين.
(٣) قلت: يروى ضريبه أيضا عن عون بن عبد الله كما في حلية الأولياء: ٤/ ٢٦٣.
(٤) هو: الفلاس.
(٥) تارخ بغداد: ١٤/ ١٢٢ - ١٢٣؛ تهذيب الكمال: ١٠/ ٢٣٤، رت: ٤١٤٥.
(٦) من أحاديث محمد بن عبد السلام بن سعدان: مكتبة فيض الله، ضمن مجموع ٥٠٦.

<<  <   >  >>