أبي نعيم في أخبار أصبهان (١)، وليس فيه «جدي»، ورواه عن الفلاس تلميذه النسائي في صغرى السنن (٢) وكبراها (٣)، مجردا في الموضعين من الزيادة.
وأبو سفيان صالح بن مهران، هذا شيباني أصبهاني، وهو مولى زكريا بن مصقلة بن هبيرة الشيباني، ثم هو بعد خراساني الأصل، كان يقال له: الحكيم (٤). فإذا تمخضت صحة الزيادة المتقدمة - وفي النفس منها شيء - أنتجت أن جد الفلاس مؤلى من أصبهان، ورد هو أو ابنه علي البصرة فاستوطنها وخطب هذا إلى بحر بن كثير بنته فأولدها عمرا… (٥) وبين جدي الفلاس من جهة الأب والأم قواسم مشتركة لا تخفى لمن أنعم النظر في ترجمتيهما (٦)، سوى أن الفلاس وثق الأول وضعف الثاني.
ولعل في شبهة معرفة الفلاس بالفارسية، ما يشفع لتصحيح الزيادة، فإن هذه المعرفة ميسورة لو كان خراساني الأصل إذ تلك لغة البلد، وإنما رتبنا هذه الشبهة على خبر وحيد مصحف ساقه ابن أبي حاتم في رسم عمر بن رياح أبي حفص الضرير؛ قال: سمعت أبي يقول: قال أبو حفص الصيرفي:
«هورد»» (٧). قلت: فلعله قصد «هو: رد»، و «رد»، كلمة فارسية معناها: مرفوض. لكن هذا الاحتمال فيه بعض تمحل.
[٤ - علاقته بيحيى القطان وإعظامه له]
بدت شدة ملازمة الفلاس ليحيى في أمور شتى منها استفساد ما نقله عنه
(١) ١/ ٤٠٨. (٢) ٣/ ٢١٩؛ ر: ١٦٤٥. (٣) ٢/ ١٢٧؛ ر: ١٣٢٨. (٤) ن: ترجمته مستوفاة في الجرح والتعديل: ٤/ ٤١٣؛ ر: ١٨١٥؛ أخبار أصبهان: ١/ ٤٠٧ - ٤٠٨؛ حلية الأولياء: ١٠/ ٣٩١؛ تهذيب الكمال: ١٣/ ٩٣ - ٩٤؛ ر: ٢٨٤٠. (٥) لو قطعنا بصحة هذا الخيط، لتعلقنا به في ربط علائق شتى، وأسسنا عليه خلاصات كثيرة، لكن صح العدول عن ذلك لأن الأساس غير متين. (٦) ن: عن الأول كتاب التاريخ: ١٦ - ١٧. (٧) الجرح والتعديل: ٦/ ١٠٨؛ ر: ٥٧٢. وصحفت فيه العبارة إلى «هوزد»؛ ولا معنى لها.