تاريخه الصغير مقصورا على هذا الأمر، فإنه أكثر من نقلت عنه هاته الصيغة (١) ـ، وأبي حفص صاحبنا، وتلميذه أبي داود السجستاني (٢).
ويبقى كتاب «العلل» للحين أوسع مدونة لهاته الصيغة تصل إلينا، ولا تظهر قيمة النقول فحسب في كونها تحكي اتفاق الشيخين أو اختلافهما في الرواية عن بعض الرواة أو تركها، بل أيضا في ما تصفه من تطور المواكبة النقدية عندهما لجملة من الرواة؛ من قبيل قول الفلاس عن جابر الجعفي: إن يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان عنه، وكان عبد الرحمن قبل ذلك يحدثنا عنه ثم تركه» (٣)، وقال مثل ذلك عن قيس بن الربيع (٤). ونفى تحديثهما عن عمرو بن عبيد وأفاد بعد:«وكان يحيى يحدثنا عنه ثم تركه»(٥). وأخبر أنهما تركا الرواية عن إسماعيل بن عبد الملك، وقال:«ورأيت عبد الرحمن يقول: أستخير الله أضرب على حديثه»(٦).