رسول الله ﷺ:«يمسح المتيمم هكذا» ووَصَف صالح من وسط رأسه إلى جبهته. ثم قال (١): محمد هذا هو ابن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، ولا يُعرف بالنقل، وحديثه غير محفوظ. هذا نص ما أورد.
وهو خطأ أو تصحيف من عمله، حققه عليه إدخاله إياه في باب التيمم، ولقد كان زاجرًا عن ذلك أنه لم يُسمع قط لا في رواية ولا في رأي بمسح الرأس في التيمم. وليس لقائل أن يقول: لعلّه تصحَّف للعقيلي الذي نقله من عنده، فإنَّ العقيلي إنَّما يُترجم بأسماء الرجال، ويذكر في أبوابهم بعض ما يُنكر عليهم من الأحاديث، أو كل ما رَوَوْا من ذلك بحسب إقلالهم وإكثارهم، كما يفعل الساجي وأبو أحمد وغيرهما، فهو إذن لم يُقيّد بباب، ولا أدخله من الفقه في كتاب.
وإلى هذا، فإنَّ الأمر فيه بيّن، لا عند العقيلي ولا عند غيره ممَّن ذكره، ولو قرأ آخر الحديث تبيَّن له سُوءُ نَقْلِه.
قال العقيلي (٢) في باب: محمد بن سليمان: حدثنا محمد بن علي المروزي، حدثنا محمد بن مرزوق، حدَّثنا صالح الناجي، حدَّثنا محمّد بن سليمان بن علي أمير البصرة، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، قال رسولُ اللهِ ﷺ:«يُمْسَحُ اليتيم هكذا» ووَصَف (٣) صالح من وسَطِ رأسه إلى جَبْهتِه، «ومن له أب فهكذا» ووَصف [صالح](٤) من جَبْهَتِه إِلى وَسَطِ رأسه.
قال العقيلي في محمد بن سليمان: ليس يُعرف بالنقل، وحديثه (٥) غير محفوظ لا يعرف إلا به؛ يعني هذا الحديث.
فالحديث كما ترى إنما جاء في مسح رأس اليتيم، ومَنْ له أب، على معنى التَّحنُّنِ والشَّفَقةِ، وقد ذكره غير العقيلي كذلك.
(١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ٢٢٢). (٢) الضعفاء الكبير (٤/ ٧٣) ترجمة رقم: (١٦٢٧)، وقد تقدم تخريج الحديث قريبًا عند الحديث الذي صدر ذكره. (٣) كذا في النسخة الخطية: «ووصَف»، ومثله في بيان الوهم والإيهام (٢/ ١٩٨)، وفي المطبوع من ضعفاء العقيلي (٤/ ٧٣): «ووصَفَه». (٤) ما بين الحاصرتين زيادة من مصادر التخريج السابقة وبيان الوهم والإيهام (٢/ ١٩٨)، وقد أخلت بها هذه النسخة. (٥) في ضعفاء العقيلي (٤/ ٧٣): «وحديثه هذا».