للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فالجواب أن نقول: هو إذن قد تَرَك أن يُبيِّن أنه مرسل وفي إسناده رجل مجهول، وذلك أنّ عميرة بن أبي ناجية مجهول الحال (١).

فإذا تبين ذلك (٢)؛ فقد أوْهَمَ أنه لا عيب له إلا الإرسال.

والأظهر أنه لم يُرِدْ شيئًا من ذلك، ولا اعتقد فيه إلا أنه إذا سقط منه ذِكْرُ أبي سعيد، يعني (٣) من رواية الليث، عن بكر، عن عطاء مرسلًا، على نحو ما رواه ابن المبارك، عن الليث.

ذَكَر روايته الدارقطني، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، عن ابن المبارك، عن ليث، عن بكر بن سوادة، عن عطاء: أن رجلين أصابتهما جنابة فتيمما … . نحوه (٤).

وإذا كان هذا هو الذي اعتقد، فلم يعتمد إلا منقطعًا فيما بين ليث وبكرٍ، ولكنه لم يُبيِّنه، ولا أيضًا تبيَّنَ له على نحو ينفعه، فإنّ المنقطع الذي اعتمد إنّما وصله أبو داود عن رجل مجهول، وهو عميرة بن أبي ناجية (٥).

وأقول بعد هذا: إنه قد جاء من رواية أبي الوليد الطيالسي، قال: حدثنا


(١) إنما جهل حاله ابن القطان اعتمادًا على ما وقع في ترجمة عميرة بن أبي ناجية المصري عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ٢٤) ترجمة رقم (١٢٧) حيث قال فيه: «روى عن يزيد بن أبي حبيب، روى عنه عبد الله بن وهب، سمعت أبي يقول ذلك»، ولم يفطن أنه روى عنه الليث بن سعد وثمانية آخرون ذكرهم المزي في ترجمته من تهذيب الكمال (٢٢/ ٣٩٩) ترجمة رقم: (٤٥٢٧)، وذكر أنه وثّقه النسائي وابن حبّان، ولهذا تعقبه الحافظ زين الدين العراقي في ذيل ميزان الاعتدال (ص ١٦٦) ترجمة رقم: (٦٠٧)، فقال بعد أن أورد قول الحافظ ابن القطان في عميرة هذا بأنه مجهول الحال: وكأنه لم يُعْمَد الكشْفَ عنه، فقد قال النسائي في التمييز: إنه ثقة، وكذا قال يحيى بن بكير إنه ثقة، وذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: توفي سنة إحدى وخمسين ومئة، وقال ابن يونس: سنة ثلاث وخمسين ومئة، وكانت له عبادة وفضل وينظر: الثقات لابن حبان (٧/ ٣٠٤ - ٣٠٥) ترجمة رقم: (١٠١٩٣)
(٢) كذا في النسخة الخطية: «فإذا تبين ذلك»، وفي مطبوع بيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٣٣): «فإذا لم يُبيِّن ذلك»، وهو الصحيح في هذا السياق.
(٣) كذا في النسخة الخطية: «يعني»، وفي مطبوع بيان الوهم (٢/ ٤٣٣): «بقي»، وهو الأليق في هذا السياق.
(٤) تقدم تخريج هذه الرواية المرسلة، عند تخريج الحديث الذي صدر ذكره.
(٥) تقدمت ترجمته قريبًا، وذكرت فيها أن الراجح فيه أنه ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>