للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم قال (١): اختلف في إسناد هذا الحديث اختلافًا كثيرًا، وحديث أبي سعيد (٢) الذي قبله هو الصواب، على أن حديث أبي هريرة قد أسنده محمدُ بنُ كثير، عن الأوزاعي، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة. هذا نص ما أورد.

وهي منه كأنها استدراك بالتصحيح له، بعد أن رماه بالاختلاف في إسناده، ولم ينفعه ذلك منه، فإنّ الحديث الذي ساق لفظه ليس هو عند أبي داود بإسناد آخر غير إسنادِ محمّد بن كثير؛ [فتكون رواية محمد بن كثير عاضدةً له، بل ما هو ـ أعني باللفظ المذكور عند أبي داود إلا بإسناد محمد بن كثير] (٣)، عن الأوزاعي، عن ابن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة.

والذي يوحيه ظاهر كلامه من صحته بهذا الطريق، خطأ، فإنّ محمّد بن كثير، هو الصنعانيُّ الأصلُ، المصّيصِيُّ الدار، أبو يوسف، يروي عن الأوزاعي وغيره، وهو ضعيف، وأضعف ما هو في الأوزاعي (٤).

قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: ذَكَرَ أبي محمد بن كثير، فضعفه جدًا، وضعف حديثه عن معمر جدا (٥).


ثانيا: حديث عائشة ، أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطهارة، باب في الأذى يصيب النعل (١/ ١٠٥) الحديث رقم: (٣٨٧)، ومن طريقه البيهقي في سننه الكبرى، كتاب الصلاة، باب طهارة الخف والنعل (٢/ ٦٠٤) الحديث رقم: (٤٢٤٨)، حدثنا محمود بن خالد، حدثنا محمد؛ يعني: ابن عائذ، حدثني يحيى؛ يعني: ابن حمزة، عن الأوزاعي، عن محمد بن الوليد، أخبرني أيضًا سعيد بن أبي سعيد، عن القعقاع بن حكيم، عن عائشة ، عن رسول الله بمعنى حديث أبي هريرة .
والحديث حسنه المنذري في مختصر سنن أبي داود (١/ ١٢٦ - ١٢٧) الحديث رقم: (٣٨٧).
(١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ٢٤٠).
(٢) حديث أبي سعيد ذكره عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ٢٣٩)، وعزاه لأبي داود، تقدم ذكره بتمامه مع تخريجه في شواهد هذا الحديث.
(٣) في النسخة الخطية: (فيكون إسناد محمد بن كثير، عن الأوزاعي)، وهو لا يخلو من الخلط والسقط، وما أثبته بين الحاصرتين زيادة متعيَّنة مستفادة من بيان الوهم والإيهام (٥/ ١٢٦)، وبها يكتمل المعنى.
(٤) ينظر: تهذيب الكمال (٢٦/ ٣٣١ - ٣٣٣) ترجمة رقم: (٥٥٧٠).
(٥) العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٢٥١) رقم: (٥١٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>