مر به وهو كاشفُ فَخِذَه، فقال:«غَطَّ فَخِذَكَ فإنّها من العَوْرَةِ».
٣٥٥ - ثم أورد (١) بعده حديث أنس (٢).
قال (٣): قال البخاري: حديث أنس أسْنَدُ، وحديثُ جُرْهَدٍ أحوط، حتى يُخرج من اختلافهم (٤).
لم يزد على هذا، فهو منه إن كان تصحيحا لحديث جرهد (٥)، [وَإِنْ كَانَ ذَلِك مِنْهُ تضعيفًا لَهُ](٦)، فقد بقي عليه أن يشرح علته، وهو الذي نتولى الآن، فنقول: هذا الحديث له علتان:
إحداهما: الاضطراب المورث سقوط (٧) الثقة به، وذلك أنهم يختلفون فيه.
= وجوه هذا الاختلاف والاضطراب في إسناده، وفي وصله ووقفه وإرساله أيضًا. ينظر: العلل (١٣/ ٤٨٢ - ٤٨٧) الحديث رقم: (٣٣٧٤)، وسيُشير المصنّف فيما يأتي بعد الحديث التالي إلى شيء من هذا الاضطراب والاختلاف في إسناده. والحديث روي عن جماعة من الصحابة، منهم: علي وابن عباس وعبد الله بن جحش ﵃، وهي كلها في أسانيدها ضعف، لكن يشهد بعضها لبعض، لا سيما وقد صحح الحاكم حديث جرهد ووافقه الذهبي، وحسن الترمذي بعضها. (١) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٣٨) الحديث رقم: (١٠٨٣)، وهو في الأحكام الوسطى (١/ ٢٤٦). (٢) الحديث عزاه عبد الحق الإشبيلي لمسلم، وهو في صحيحه، كتاب النكاح، باب فضيلة إعتاقه أمته، ثم يتزوجها (٢/ ١٠٤٣ - ١٠٤٤) الحديث رقم: (١٣٦٥)، وأخرجه أيضًا البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ما يُذكر في الفخذ (١/ ٨٣ - ٨٤) الحديث رقم: (٣٧١)، ومسلم في صحيحه من حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس: أن رسول الله ﷺ غزا خيبر، قال: فصلينا عندها الغَداةَ بِغَلَس، فركب نبي الله ﷺ وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله ﷺ في زقاق خيبر، وإنّ رُكبتي لَتَمَسُّ فَخِذَ نبي الله ﷺ، ثم حَسَر الإزار عن فَخِذه، حتى إنِّي أنظر إلى بياض فَخِذِ نبي الله ﷺ … الحديث. (٣) عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ٢٤٦). (٤) صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب ما يُذكر في الفخذ (١/ ٨٣) قبل الحديث رقم: (٣٧١)، فذكر تعليقا أولًا جملة من حديث جرهد، وجملة من حديث أنس، ثم قال ذلك. (٥) جاء بعد هذا في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٣٨) ما نصه: فقد يجب أن أكتبه في باب الأحاديث التي صححها وهي ضعيفة، والظاهر أنّ هذا تم حذفه من قبل العلامة مُغلطاي ليتلاءم مع ترتيبه لهذا الكتاب الذي كانت الغاية منه ترتيبه على الأبواب الفقهية، وليس على أبواب العلل، وقد كان الأولى إبقاء هذه العبارات أو ما يدل عليها، لأن حذفها قد أخل بالمعنى المراد من الكلام، وأشْعَرَ بوجود اضطراب غير خاف على القارئ. (٦) ما بين الحاصرتين زيادة متعينة من بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٣٨)، وقد أخلت به هذه النسخة. (٧) كذا في النسخة الخطية: «سقوط» وهو صحيح في هذا السياق، وفي مطبوع بيان الوهم =