منار الإسلام بترتيب كتاب الوهم والإيهام

٣ - كتاب الطهارة - ٥ - باب عشر من الفطرة، والتوقيت في حلق العانة، ودخول الحمام، وقص الشارب، ونتف الإبط، ووطء [الأذى]، وحكم القبلة، والأخذ من طول اللحية، وفرك المني من الثوب - ج: 1 - ص: 584

فمنهم من يقول: زرعة بن عبد الرحمن (١).

ومنهم من يقول: زرعة بن عبد الله (٢).

ومنهم يقول: زُرْعة بن مسلم (٣).

ثمّ مِنْ هؤلاء مَنْ يقول: عن أبيه، عن النبي ﷺ.

ومنهم من يقول: عن أبيه، عن جرهد، عن النبي ﷺ.

ومنهم من يقول: زُرْعة، عن آل جَرْهد، عن جَرْهد، عن النبي ﵇ (٤).

وإن كنت لا أرى الاضطراب في الإسناد علة، فإنما ذلك إذا كان مَنْ يدور عليه الحديث ثقة، فحينئذ لا يضرُّه، [اختلافُ النَّقَلَةِ عنه] (٥) إلى مسند ومرسل، أو رافع وواقِفِ، أو واصل وقاطِع.

وأما إذا كان الذي اضْطُرِبَ عليه بجميع هذا، أو ببعضه، أو بغيره، غير ثقة أو غير معروف، فالاضطراب حينئذ يكون زيادةً في وَهْبِهِ (٦)، وهذه حال هذا الخبر، وهي:

العلة الثانية: وذلك أنَّ زُرْعية وأباه غير معروفي الحال، ولا مشهوري

---

= والإيهام (٣/ ٣٣٩): «لسقوط» باللام، وقال محققه في الهامش: «في (ت): سقوط».
(١) زرعة بن عبد الرحمن، ويقال: ابن عبد الله بن جرهد الأسلمي، ويقال: زرعة بن مسلم بن جرهد، ولا يصح، وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في ثقاته، وابن خلفون في ثقاته. ينظر: الثقات لابن حبان (٤/ ٢٦٨) ترجمة رقم: (٢٨٥٦)، وتهذيب الكمال (٩/ ٣٤٩) ترجمة رقم: (١٩٨٥)، وإكمال تهذيب الكمال لمغلطاي (٥/ ٥٨) ترجمة رقم: (١٦٦٣).
(٢) ينظر: التعليق السابق.
(٣) ترجم البخاري لزرعة بن عبد الرحمن بن جرهد في تاريخه الكبير (٣/ ٤٤٠) ترجمة رقم: (١٤٦٨)، وقال: «قال ابن عُيَينة: زُرعَة بن مُسلم بن جَرهَد، ولم يصح»، وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٣/ ٦٠٦) ترجمة رقم: (٢٧٤٣): «زرعة بن عبد الرحمن بن جرهد الأسلمي، ويقال: زرعة بن مسلم بن جرهد؛ ولا يصح»، وذكر مثله المزي في تهذيب الكمال (٩/ ٣٤٩) ترجمة رقم: (١٩٨٥)، وقال ابن حبان في ثقاته (٤/ ٢٦٨) ترجمة رقم: (٢٨٥٦): «من زعم أنه زرعة بن مسلم بن جرهد، فقد وَهَم».
(٤) ينظر: تخريج هذه الوجوه فيما تقدم عند تخريج الحديث السابق قبل حديث أنس.
(٥) في النسخة الخطية: ﴿إذ خلاف النَّقَلة عنده﴾، وهو كلام لا يخلو من تحريف أو تصحيف في هذا السياق، وصوابه ما أثبته تصويبه من بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٣٩).
(٦) كذا في النسخة الخطية: «وَهْيِه»، وفي مطبوع بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٣٩): «وهنه» بالنون بدل الياء، وما في النسخة الخطية هنا هو الأصح والأليق بسياق الكلام.