ثم قال في شرحها:«كانَ مَعدودًا في الحفاظ المصنفين»(٤).
وقد سأل الحافظ ابن حجر شيخه العراقي، عن أربعة من المُحَدِّثين تعاصروا:«أيُّهم أحفظ وأدرى بفن الحديث خاصة؟ ومَنْ منهم أولى أن يسمى حافظا؛ لاجتماع ما شرط الأئمة المتأخرون في حدّ الحافظ، لا المتقدمون؟ وهم: العماد ابن كثير، والعلاء مُغلطاي والتقي ابن رافع، والشمس الحسيني، فأجاب بأن أحفظهم للمتون ابن كثير، وأعلمهم بالأنساب مُغلطاي، على أغاليط تقع له في ذلك، وأكثرهم طلبًا وتحصيلا للشيوخ، والمؤتلف والمختلف ابن رافع. وكان شيخنا التقي السبكي يقدمه على ابن كثير، لأنه يرى أنه لا بدَّ من تقدم الطلب والرحلة على عادة أهل الحديث، وأما الحسيني فمتأخر عن طبقتهم»(٥).
وللإمام السخاوي كلام بديع أنصفه فيه، فقال:«الحافظ علاء الدين، … صاحب التصانيف … درس بأماكن، وأكثر المطالعة، والكتابة، والاجتهاد في الجمع والتأليف، وله مآخذ على أهل اللغة، وكثير من المُحدثين، وامتحن على يد الموفق الحنبلي، وانتصر له جنكلي بن البابا، والحق أنه كثير الاطلاع، واسع الدائرة في الجمع، ومن يكون كذلك؛ لا يُنْكَرُ ما يتفق له من الأوهام»(٦).