للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= بالإسناد الذي سيذكره المصنف بعده.
وهذا الحديث مما انتقده بعض أهل العلم على الإمام مسلم في تخريجه إياه بهذا الإسناد؛ لانقطاعه بين أبي سلام ممطور الحبشي وأبي مالك الأشعري، فقد قال ابن عمار الشهيد في كتابه علل الأحاديث في كتاب الصحيح لمسلم (ص ٤٥) الحديث رقم: (٣): «وبين أبي سلام وبين أبي مالك في إسناد هذا الحديث عبد الرحمن بن غنم الأشعري؛ رواه معاوية عن أخيه زيد، ومعاوية كان أعلم عندنا بحديث أخيه زيد بن سلام من يحيى بن أبي كثير».
وهو أيضًا من جملة الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على الإمام مسلم، فأورده في كتابه التتبع (ص ١٥٩ - ١٦٠) الحديث رقم: (٣٤)، فأعله بانقطاع إسناده من الوجه الذي ذكره ابنُ عمار الشهيد.
والحديث أخرجه الترمذي في سننه كتاب الدعوات (٥/ ٥٣٥ - ٥٣٦) الحديث رقم: (٣٥١٧)، بالإسناد المذكور عند مسلم قال: «حدثنا إسحاق بن منصور، قال فذكره، ولم يذكر في إسناده عبد الرحمن بن غنم، ثم قال بإثره: «هذا حديث صحيح».
وقد أشار النسائي في الكبرى إلى هذا الاختلاف في إسناده بين يحيى بن أبي كثير وبين معاوية بن سلام، فأخرجه في سننه الكبرى، كتاب عمل اليوم والليلة (٩/ ٧٤) الحديث رقم: (٩٩٢٤)، من طريق يحيى بن أبي كثير بالإسناد المذكور عن مسلم والترمذي، ثم قال: خالفه معاوية بن سلام، رواه عن أخيه زيد عن أبي سلام عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك ثم ساقه برقم: (٩٩٢٥)، من طريق معاوية بن سلام، بالإسناد الموصول.
وقد حاول الإمام النووي في شرح صحيح مسلم (٣/ ١٠٠) الاعتذار، للإمام مسلم في إخراجه لهذا الحديث بالإسناد المذكور، فقال: ويمكن أن يُجاب لمسلم عن هذا الأمر: بأن الظاهر في حال مسلم أنّه عَلِمَ سماعَ أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك، فيكون أبو سلام سَمِعَه من أبي مالك، وسَمِعَه أيضًا من عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك، فرواه مرة عنه، ومرة عن أبي عبد الرحمن، وكيف كان، فالمتن صحيح لا مَطْعَنَ فيه»، ومما يُرجّح ما ذهب إليه النووي.
الأول: تصحيح الترمذي لهذا الحديث، وقد رواه بالإسناد المذكور عند مسلم، وهذا يعني عنده صحة سماع أبي سلام لهذا الحديث من أبي مالك الأشعري، فلو كان الإسناد عنده منقطعًا لأشار إلى ذلك كعادته في الغالب.
والثاني: أنه لم يؤثر عن أحد من علماء الجرح والتعديل المهتمين بالرواة المعروفين بالإرسال كابن أبي حاتم والعلائي وغيرهما أنه نص على أنّ أبا سلام لم يسمع من أبي مالك الأشعري، وعلى هذا يُحمل صنيع المزّيّ في تهذيب الكمال، فإنه لما ترجم لأبي سلام ممطور الحبشي (٢٨/ ٤٨٥) ترجمة رقم: (٦١٧٢)، وذكر أبا مالك الأشعري من جملة من روى عنهم أبو سلام، لم يُشر إلى أنّ روايته عنه مرسلة كعادته فيمن عُرف بالإرسال.
والثالث: أن أبا سلام قد صرّح بسماعه من أبي مالك الأشعري في الحديث الآتي تلو هذا الحديث، وهذا يُرجّح ما ذهب إليه النووي من أن الظاهر من حال الإمام مسلم أنه علم =

<<  <  ج: ص:  >  >>