٢٦٧ - حديثُ (١) الفِرَاسِيِّ (٢)؛ لم يروه - فيما أعلم - إلا مسلمُ بنُ مَخْشَيّ.
ومسلمُ بنُ مَخْشِيّ لم يرو عنه فيما أعلم إلا بكْرُ بنُ سَوادة. هذا نص ما ذَكرَ (٣).
وأظنُّ أنه خفي عليه انقطاعُ حديث الفراسيّ، وهو حديث لم يسمعه مسلمُ بن مَخْشِيّ من الفراسيّ، وإنما يروي مسلمٌ عن ابن الفراسيّ، عن أبيه. والحديث المذكور هو هذا.
= والفراسيُّ: رجلٌ من بني فراس بن مالك بن كنانة، فيما ذكر الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب (٣/ ١٢٦٩) ترجمة رقم: (٢٠٩٢)، وجاء في تقريب التهذيب (ص ٦٩٨) ترجمة رقم: (٨٤٨٥): «ابن الفراسي، عن النبيّ ﷺ، وقيل: عن أبيه، عن النبيّ ﷺ، ولا يُعرف اسمه». (١) بيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٤٠) تحت الحديث رقم: (٤٤٥)، وهو في الأحكام الوسطى (١/ ١٥٧) (٢) حديث الفراسيّ، أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الطهارة وسننها، باب الوضوء بماء البحر (١/ ١٣٦) الحديث رقم: (٣٨٧)، وابن عبد البر في التمهيد (١٦/ ٢٢٠)، من طريق الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مَخْشِيّ، عن ابن الفراسيّ، قال: كنت أصيد وكانت لي قِرْبةٌ أجعل فيها ماءً، وإني توضأت بماء البحر، فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ، فقال: «هو الطهور ماؤه، الحِلُّ مَيْتَتُه»، قال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٥٧) بإثر هذا الحديث (١٥٧): «هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنّ مسلمًا [يعني ابنَ مَخْشِي] لم يسمع من الفراسيّ، وإنما سمع من ابن الفراسيّ، وابن الفراسي هذا لا صُحبة له، وإنما روى هذا الحديث عن أبيه؛ فالظاهر أنه سقط من هذه الطريق». وقال الترمذي في العلل الكبير (ص ٤١) الحديث رقم: (٣٤): «سألت محمدًا عن حديث ابن الفراسيّ، في ماء البحر، فقال: هو مرسل، ابن الفراسي لم يُدرك النبي ﷺ، والفراسي له صحبة». وسيُنبه الحافظ ابن القطان الفاسي على هذا قريبًا. وابن الفراسي هذا، لا يُعرف اسمه، وقد تفرّد بالرواية عنه مسلم بن مَخْشِيّ، كما في تهذيب الكمال (٣٤/ ٤٦٧) ترجمة رقم: (٧٧٥١)، فهو مجهول كما في تحرير التقريب (٤/ ٣٢٣) ترجمة رقم: (٨٤٨٥). وكذا مسلم بن مخشِيّ المدلجيّ، تفرد بالرواية عنه بكر بن سوادة، كما في تهذيب الكمال (٢٧/ ٥٣٩) ترجمة رقم: (٥٩٤٣)، فهو مجهول أيضًا، كما في تحرير التقريب (٣/ ٣٧٥) ترجمة رقم: (٦٦٤٦). إلا أن الحديث صحيح لغيره، يتقوى بحديث أبي هريرة ﷺ السابق. (٣) عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ١٥٦ - ١٥٧).