للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الكُلابِ (١)، فَاتَّخَذَ أَنْفًا مِنْ وَرِقٍ، فَأَنْتَنَ عَلَيْهِ، «فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ أَنْ يَتَّخِذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَبٍ».

وسكت عنه (٢)، وهو لا يصح، فإنَّه من رواية أبي الأشهب، واختلف عنه، فالأكثر يقول: عنه، عن عبد الرحمن بن طَرَفَةَ بن عَرْفَجَةَ، عن جدّه.

وابن عُليَّة يقول: عنه، عن عبد الرحمن بن طَرَفَةَ، عن أبيه، عن عَرْفَجَةَ (٣).

فعلى طريقة المحدثين ينبغي أن تكون رواية الأكثرين منقطعة؛ فإنها معنعنة، وقد زاد فيها ابن عُليَّة واحدًا.

ولا يدرأ هذا قولهم: إنَّ عبد الرحمن بن طَرَفَةَ سَمِعَ جده، وقول يزيد بن زُريع: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ جَدِّه (٤)؛ فإن هذا الحديث لم يقل فيه إنه سمعه منه، وقد أُدخل بينهما فيه الأب.

وإلى هذا فإن عبد الرحمن بن طَرَفَةَ المذكور، لا يُعرف بغير هذا الحديث، ولا يُعرف روى عنه غير [أبي الأشهب (٥)] (٦)؛ فإن احتيج فيه إلى أبيه طَرَفَة (٧)، على ما قال ابن عُليَّة، عن أبي الأشهب، كان الحال أشد؛ فإنه لا معروف الحال، ولا مذكور في رواة الأخبار، والله تعالى أعلم.

* * *


= (عن أبيه)، ثم ذكر رواية الجماعة عن أبي الأشهب، والتي ليس فيه زيادة: (عن أبيه)، ثم قال الحافظ المزي: «وهو المحفوظ».
(١) الكلاب: اسم ماء، وكان به يوم معروف من أيام العرب، بين البصرة والكوفة. النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ١٩٦)، وينظر: معجم البلدان (٤/ ٤٧٢).
(٢) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٤/ ١٨٥).
(٣) تقدم تخريج الروايتين أثناء تخريج هذا الحديث.
(٤) رواية يزيد بن زريع للحديث، أخرجها النسائي، والبخاري في التاريخ الكبير، كما تقدم آنفًا في تخريج الحديث، وفيها القول المذكور: «إنه (أي: عبد الرحمن بن طَرَفَة بن عَرْفَجَة) سمع من جده».
(٥) تقدم أثناء تخريج هذا الحديث، أنه روى عنه أيضًا سَلمُ بن زَرِير، وقد وثقه العجلي وابن حبان.
(٦) في النسخة الخطية: (الأشهب)، وهو خطأ ظاهر، تصويبه من بيان الوهم والإيهام (٤/ ٦١٠).
(٧) طَرَفَةُ بن عَرْفَجَة بن أسعد، ذكره الحافظ في التقريب (ص ٢٨١) ترجمة رقم: (٣٠١١)، وقال: مجهول.

<<  <  ج: ص:  >  >>