فضالة، عن الحسن، عن أبي بكرة، أن رسول الله ﷺ قال:«لا قَوَدَ إِلَّا بِالسَّيف».
ثم قال: أسنده الحُرُّ بن مالك هذا، وكان لا بأس به، والناس يُرسلونه عن (١) الحسن. انتهى كلامه.
هذا الحديث كأنه صحيح عنده من قوله هذا.
والبزار إنما يرويه عن شيخ له، يُقال له: أبو زيد الأبلي، عن الحر بن مالك المذكور، ولا أعرف حال أبي زيد هذا، وقد ترك من كلام البزار بعضًا ونقل (٢) بعضًا، وذلك أن البزار أتبعه أن قال: لا نَعلمُ أحدًا أسنده بأحسن من هذا الإسناد، ولا نعلم أحدًا قال: عن أبي بكرة، إلا الحر بن مالك، ولم يكن به بأس، وأحسبه أخطأ في هذا الحديث؛ لأن الناس يروونه عن الحسن مرسلًا. انتهى كلام البزار. (٣)
وكذا قال أبو حاتم في الحرّ بن مالك: لا بأس به. (٤)
= وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الديات، باب لا قود إلا بالسيف (٢/ ٨٨٩) الحديث رقم: (٢٦٦٨)، من طريق الحُرّ بن مالك العَنبَري، قال: حدثنا مُبارك بن فضالة، به. وأخرجه الدارقطني في سننه، كتاب الحدود والديات وغيره (٤/ ١٠٤) الحديث رقم: (٣١٧٤)، وابن عدي في الكامل (٨/ ٣٦٦)، في ترجمة الوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، برقم: (٢٠٠٦)، من طريق الوليد بن محمد بن صالح، حدثنا مُبارك بن فضالة، به. قلت: هذا إسناد ضعيف مبارك بن فضالة بن أبي أمية القرشي العدوي، مختلف فيه كثيرًا، كما تقدم ذكره عند الحديث رقم: (٤٤١)، والتعليق عليه، وقال الحافظ في التقريب (ص ٥١٩) ترجمة رقم: (٦٤٦٤): «صدوق يدلّس ويسوّي»، وقد عنعنه، وشيخه الحسن بن أبي الحسن البصري، ثقة فقيه فاضل مشهور، وكان يرسل كثيرًا ويُدلّس، كما ذكره الحافظ ابن حجر في التقريب (ص ١٦٠) ترجمة رقم: (١٢٢٧). والحديث ذكره البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ١٢٩) الحديث رقم: (٩٤٤)، وقال: «هذا إسناد ضعيف، لضعف مبارك بن فضالة وتدليسه». والرواية المرسلة أخرجها ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الديات، باب من قال: لا قود إلا بالسيف (٥/ ٤٣٢) الحديث رقم: (٢٧٧٢٢)، وعبد الرزاق في مصنفه كتاب العقول، باب عمد السلاح (٩/ ٢٧٣) الحديث رقم: (١٧١٧٩)، من طريق عمرو، عن الحسن، قال: قال رسول الله ﷺ؛ وذكره مرسلًا، واللفظ لابن أبي شيبة، ولفظ عبد الرزاق: «لَا قَوَدَ إِلَّا بِحَدِيدَةٍ». (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٤/ ٧٥). (٢) أبو زيد الأبلي، لم أقف له على ترجمة فيما بين يدي من المصادر. (٣) سلف تخريج الرواية المرسلة أثناء تخريج هذا الحديث. (٤) الجرح والتعديل (٣/ ٢٧٨) ترجمة رقم: (١٢٤١)، ولكنه وقع فيه: «صدوق، لا بأس به».