وهو عندي صحيح؛ فإن إسماعيل بن أمية أحد الثقات، فلا يُعدُّ منه إرسال الحديث تارةً ووصله أخرى اضطرابًا، فإنه يجوز للمُحدّث الذي يحفظ الحديث متصلا، أن يقول: قال النبي ﷺ، من غير ذكر الإسناد، أو يكون في دفتره متصلا، فإذا ذاكر به؛ ذاكر به دون إسناد، وإذا حدَّث من كتابه أو من حفظه على معنى التحميل والتأدية؛ حدَّث به بسنده، وإنما يُعدُّ هذا اضطرابا ممن لم نثق بحفظه.
والثوري أحد الأئمة.
وقد وصله غيره كما ذكر، وهو من رواية أبي داود الحفري، عن الثوري، وهو ثقة.
ورواه وكيع، عن الثوري، عن إسماعيل بن أمية، مرسلًا (١). كما رواه ابن جريج ومعمر.
ذكر ذلك كله الدارقطني في كتاب «السنن».
والإسناد إلى أبي داود الحفري صحيح (٢).
قال الدارقطني: حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح الكوفي، حدثنا إبراهيم بن محمد إبراهيم الصيرفي، حدثنا عبدة بن عبد الله الصَّفار، [حدثنا](٣) أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن إسماعيل بن أُميّة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، … فذكره.
إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن جعفر، أبو إسحاق الصيرفي، هو الذي يُعرف بابن الخنازيري، وهو أخو أبي بكر، وكان الأصغر، حدّث عن: الفلاس ومحمد بن المثنى والفضل بن يعقوب الجزري وعبدة بن عبد الله الصفار والحسين بن بنان الثُّلاثائي وزبير بن أخزم الطائي وزياد بن يحيى الحساني ونحوهم، روى عنه: أحمد بن قاج الورّاق وأبو عمر بن حيويه ومحمد بن عبد الله بن الشخير في آخرين،
(١) تقدم تخريج هذه الرواية المرسلة أثناء تخريج هذا الحديث. (٢) تعقبه الحافظ الذهبي في الرد على ابن القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام (ص ٥٩) الحديث رقم: (٨٣)، فذكر ما ذكره الحافظ ابن القطان، ثم تعقبه بقوله: «تعيَّن والله إرساله، وَوَهِيَ اتصاله». (٣) في النسخة الخطية: (قال)، تصويبه من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٤١٦)، وهو الموافق لما في سنن الدارقطني (٤/ ١٦٥).