١٩٨٠ - وأما حديث (١) أبي بن كعب، فقال قاسم بن أصبغ: حدثنا عبد الله بن روح، حدثنا شبابة، حدثنا أبو زبر عبد الله بن العلاء الشامي، حدثنا بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، قال: كان عند أبي بن كعب ناس من أهل اليمن يقرئهم، [فجاءت](٢) رجلًا منهم أقواس من أهله، قال: فغمز أبي قوسًا منها فأعجبته، فقال الرجل: أقسمت عليك إلا ما تسلحتها في سبيل الله، فقال: لا، حتى أسأل رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ:«أتحب أن يأتي الله بها في عنقك يوم القيامة نارًا»(٣).
هذا نص ما ذكر به قاسم حديث أبي، وهو هكذا منقطع؛ فإن أبا إدريس لم يشاهد ذلك؛ فإنه لا صحبة له إلا أن يكون أخبره بما اتفق له، وليس ذلك منه.
وعبد الله بن روح هذا لا تعرف حاله (٤).
وقد روي حديث أبي هذا من طرق غير هذا، وليس فيها شيء يلتفت إليه، ذكرها بقي بن مخلد وغيره.
(١) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٥٣١) الحديث رقم: (١٣٠٨)، وتنظر: الأحكام الوسطى (٣/ ٢٨٣). (٢) في النسخة الخطية «فجاء»، والمثبت من بيان الوهم والإيهام (٣/ ٥٣١)، وهو الموافق لما ذكره الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال (٢/ ٢٦١)، حيث أورد هذا الحديث بالإسناد المذكور في ترجمة شبابة بن سوار المدائني، برقم: (٣٦٥٣). (٣) أخرجه ابن حزم في المحلى (٧/ ١٩)، من طريق قاسم بن أصبغ، به. وهو حديث مرسل، فإنّ أبا إدريس الخولاني: وهو عائذ بن عبد الله، تابعي، لم يشهد القصة، قال العلائي في جامع التحصيل (ص ٢٠٥) رقم (٣٢٨): «روى عن عمر، ومعاذ، وأبي بن كعب، وبلال، وقد قيل: إنّ ذلك مرسل، وروايته عن أبي ذر في صحيح مسلم، وكأن ذلك على قاعدته». وقد أورد الذهبي هذا الحديث في ميزان الاعتدال (٢/ ٢٦١) في ترجمة شبابة بن سوار المدائني، برقم: (٣٦٥٠)، من طريق عبد الله بن روح المدائني بالإسناد المذكور، ثم قال: «وهذا مرسل جيد الإسناد غريب». (٤) بل حاله معروفة، فعبد الله بن روح هذا هو ابن عبد الله المدائني، المعروف بعبد روح، ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد (١١/ ١٢١ - ١٢٢) برقم: (٥٠٤٠)، وذكر جمعًا من الثقات ممن رووا عنه، منهم القاضي المحاملي وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، وأبو عمرو ابن السماك، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم، وحكى عن الدارقطني قوله فيه: «ليس به بأس»، وجاء في سؤالات أبي عبد الرحمن السلمي للدارقطني (ص ٢٠٢ - ٢٠٣) برقم: (١٩٨)، قال: «وسألته عن عبد الله بن روح المدائني، فقال: ثقة»، وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٣٦٦) ترجمة رقم: (١٣٩٠١).