رواية كثير بن هشام، وهو وإن كان قد أخرج له مسلم، مُستضعَفُ عند أبي حاتم وغيره، وقال ابن معين: لا بأس به (١).
١٨٩٦ - وذكر (٢) من طريق البزار (٣)، عن ابن مسعود، عن النبي ﷺ قال:«إِنَّ الرّبا وإِنْ كَثُرَ، فهو يصير إلى قُلّ».
(١) المحفوظ عن ابن معين كما تقدَّم في التعليق السابق وكما في تاريخه رواية الدوري (٤/ ٤٦٥) رقم: (٥٣٢٠) أنه قال عنه: «ثقة»، وغاية ما تُكلّم فيه قول أبي حاتم كما تقدم وكما في الجرح والتعديل (٧/ ١٥٨) ترجمة رقم: (٨٨٢): «يُكتب حديثه»، فلا يَضُرُّه هذا أَمامَ توثيق مَنْ ذكَرتُ من الأئمّة. ولذلك كان الأولى بالحافظ ابن القطان أن يوجه كلامه على إسناد الحديث إلى كلثوم بن جوشن الضعيف، وليس لهشام بن كثير، الذي وثقه جمع من الأئمة المعتبرين. (٢) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٤٧٩) الحديث رقم: (٢٠٤٤)، وذكره في (٣/ ٣٠١) الحديث (١٠٤٥)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٢٣١). (٣) مسند البزار (٥/ ٤١١) الحديث رقم: (٢٠٤٢)، من طريق أبي أحمد الزبيري (هو محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي)، عن شريك بن عبد الله النخعي، عن الركين بن الربيع، عن أبيه (هو الربيع بن عُميلة الفزاري الكوفي)، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ، قال، فذكره. وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٦/ ٢٩٧) الحديث رقم: (٣٧٥٤)، ومن طريقه الحاكم في المستدرك، كتاب البيوع (٢/ ٧٣) الحديث رقم: (٢٢٦٢)، عن حجاج بن محمد المصيصي، عن شريك بن عبد الله النخعي، به. وهو حديث صحيح، وقال الحاكم عقبه: «حديث صحيح الإسناد» ووافقه الذهبي، فإنّ شريكا وإن كان سيء الحفظ، إلا أنه متابع، تابعه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، فرواه عن الركين بن ربيع بن عُميلة، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي ﷺ، قال: «ما أحد أكثر من الرّبا، إلا كان عاقبة أمره إلى قِلَّةٍ». وأخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب التجارات، باب التغليظ في الرِّبا (٢/ ٧٦٥) الحديث رقم: (٢٢٧٩)، ومن هذا الوجه أخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب البيوع (٢/ ٧٣) الحديث رقم: (٢٢٦٢)، وكتاب الرقاق (٤/ ٣٥٣) الحديث رقم: (٧٨٩٢)، وقال: «حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ٣٥) الحديث رقم: (٨٠٨): «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات». وأما الذهبي فقال في كتابه الرَّدّ على ابن القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام (ص ٥١) الحديث رقم: (٦٣): «رواه البزار، من طريق شريك، عن الركين»، وهو عميلة الفزاري، لا يعرف انتهى كلام الذهبي، وهذا مما يُستغرب منه، فإن إسناد هذا الحديث إنما هو من طريق شريك، عن الركين بن الربيع، عن أبيه، عن ابن مسعود، ولا مَدْخَل لِذِكْر عميلة جدّ =