١٨٧١ - وذكر (١) من طريق أبي داود (٢)، عن أبي تميمة الهُجَيْمِيِّ، أن رجلًا قال لامرأته: يا أُخَيَّة، فقال:«أُختك هي؟» فكره ذلك، ونهى عنه.
ثم قال (٣): هذا منقطع الإسناد. كذا قال.
وإنما يعني الإرسال، وقد كان له أن يذكر صحيحًا على رأيه، وذلك أن أبا داود يروي الأوّل من طريق حمّاد بن زيد (٤) وعبد الواحد بن زياد، وخالد
(١) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٩٣) الحديث رقم: (٢٤٨٣)، وهو في الأحكام الوسطى (٣/ ٢١٠). (٢) سنن أبي داود، كتاب الطلاق، باب في الرجل يقول لامرأته: يا أختي (٢/ ٢٦٤) الحديث رقم: (٢٢١٠)، من طريق حماد (هو ابن سلمة) وعبد الواحد (هو ابن زياد) وخالد الطحان، ثلاثتهم عن خالد (هو ابن مهران المعروف بالحذاء)، عن أبي تميمة الهجيمي؛ به. ومن طريق أبي داود بالإسناد المذكور أخرجه البيهقي في سننه الكبرى، كتاب الخُلع والطلاق، باب ما يُكره من ذلك (٧/ ٦٠٠) الحديث رقم: (١٥١٤٦). ورجال إسناده ثقات، غير أنه ضعيف لاضطراب إسناده، فقد أخرج أبو داود بإثره (٢/ ٢٦٤) برقم: (٢٢١١) ما يدلُّ على ذلك، فإنه رواه من طريق أبي نعيم (الفضل بن دكين)، عن عبد السلام بن حرب، قال: عن خالد الحذاء، عن أبي تميمة، عن رجل من قومه، أنه سمع النبي ﷺ؛ فذكره. ثم قال أبو داود: ورواه عبد العزيز بن المختار، عن خالد، عن أبي عثمان، عن أبي تميمة، عن النبي ﷺ. ورواه شعبة، عن خالد، عن رجلٍ، عن أبي تميمة، عن النبي ﷺ وهذا يعني: أنه تفرّد بوصله عبد السلام بن حرب، وعبد السلام بن حرب: وهو النهدي، وإن كان ثقة حافظًا كما قال الحافظ في التقريب (ص ٣٥٥) ترجمة رقم: (٤٠٦٧) إلا أنه كما قال: «له مناكير»، وقد خالفه عبد الواحد بن زياد وخالد الطحان وشعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة، وكلّهم ثقات، فالصحيح أنه مرسل كما قال المنذري في مختصر سنن أبي داود (٢/ ٥٥) الحديث رقم: (٢١٢٣). وقد أشار البيهقي إلى ما يدل على اضطراب إسناده، كما فعل أبو داود. (٣) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٣/ ٢١٠). (٤) الصحيح أن حمادًا المذكور في هذا الإسناد هو ابن سلمة، وذلك أنّ هذا يرويه عنه موسى بن إسماعيل: وهو المنقري، مولاهم، أبو سلمة التَّبوذكي البصري، وهذا قد ذكر المزي في ترجمته من تهذيب الكمال (٢٩/ ٢١ - ٢٢) برقم: (٦٢٣٥) فيمن يروي عنهم: حماد بن زيد وحماد بن سلمة، ولكنه قال بإثر ذكره لحمّاد بن زيد: «يقال: حديثًا واحدًا»، ولم يرمز له بأي رمز من الرموز الدالة على أصحاب الكتب الستة، ما يعني: بأنّ حديثه الواحد هذا الذي رواه عنه ليس في الكتب الستة، في حين رمز بإثر ذكره لحماد بن سلمة بالرموز (خت د س ق)، فتبين من ذلك أنّ حمّادًا المذكور في هذا الإسناد هو حماد بن سلمة، وعلى ذكره اقتصر الحافظ في تهذيب التهذيب (١٠/ ٣٣٣) ترجمة رقم: (٥٨٤)، فلم يذكر فيمن يروي عنهم موسى بن إسماعيل المنقري سوى حماد بن سلمة؛ ولذلك قال ابن رسلان في شرحه =