وعلة الخبر على كل مذهب هي الجهل بحال حنان المذكور.
٥٧ - وقد ذكر (١) له أبو داود (٢) حديثًا ثالثًا؛ من رواية محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المذكور، عن العلاء بن عبد الله، عن حنان، [عن](٣) عبد الله بن عمرو، قلت: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الجِهَادِ وَالغَزْوِ؟ فَقَالَ:«إِنْ قَاتَلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، بَعَثَكَ اللهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا … » الحديث. وما منها شيء يصح، فاعلم ذلك.
٥٨ - وذكر (٤) من طريق أبي داود (٥)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ تَعَلَّمَ عِلمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ تَعَالَى … » الحديث.
= (١٩٧٥)، قال: «سألت أبي عنه، فقال: شيخُ جَزَري يُكتب حديثه»، وهو قد روى عنه جمع كما في تهذيب الكمال (٢٢/ ٥١٦) ترجمة رقم: (٤٥٧٥)، وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٢٦٥) رقم: (٩٩٩٢)، فمثل هذا لا يُقال فيه: «لا تُعرف حاله»؛ لا سيما وقد قال فيه أبو حاتم: «يُكتب حديثه»، وهذه العبارة لا يقولها الأئمة فيمن لا تُعرف أحوالهم. (١) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٣٦) الحديث رقم: (١٤٥٥). (٢) سنن أبي داود، كتاب الجهاد، باب مَنْ قاتل لتكون كلمة الله هي العليا (٣/ ١٤ - ١٥) الحديث رقم: (٢٥١٩)، وأخرجه الحاكم في المستدرك، كتاب الجهاد (٢/ ٩٥، ١١٢) الحديث رقم: (٢٤٣٧، ٢٥٢٩)، والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب السير، باب بيان النية التي يقاتل عليها ليكون في سبيل الله ﷿ (٩/ ٢٨٣) الحديث رقم: (١٨٥٤٨)، من طريق محمد بن مسلم بن أبي الوضاح به. والحديث ضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود. (٣) تصحف في النسخة الخطية إلى: (٤/ ٣٦)، تصويبه من بيان الوهم والإيهام (٤/ ٣٦). (٤) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٣٦ - ٣٧) الحديث رقم: (١٤٥٦)، وينظر في: (٥/ ٢١٧) الحديث رقم: (٢٤٢٧)، وهو في الأحكام الوسطى (١/ ٩٥). (٥) سنن أبي داود، كتاب العلم، باب في طلب العلم لغير الله تعالى (٣/ ٣٢٣) الحديث رقم: (٣٦٦٤)، من طريق سريج بن النعمان، عن فليح بن سليمان، عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة ﵁ به. وأخرجه ابن ماجه في سننه كتاب الإيمان وفضائل الصحابة والعلم (١/ ٩٢) الحديث رقم: (٩٥٢)، والإمام أحمد في مسنده (١٤/ ٦٩) الحديث رقم: (٨٤٥٧)، من طريق سريج بن النعمان، به. وصححه ابن حبان في صحيحه، كتاب العلم، باب الزجر عن كتبة المرء السنن مخافة أن يتكل عليها (١/ ٢٧٩ - ٢٨٠) الحديث رقم: (٧٨)، والحاكم في المستدرك (١/ ١٦٠) الحديث رقم: (٢٨٨، ٢٨٩)، من طريقين عن أبي يحيى فليح بن سلمان الخزاعي، به. قال الحاكم: «حديث صحيح، سنده، ثقات، رواته على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أسنده عن فليح جماعة»، وقال الذهبي: «على شرطهما». ولكن قد أعل هذا الحديث الإمامان أبو زرعة الرازي بالوقف، والدارقطني بالإرسال، فقد =