للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

ومالك بن الخير الزبادي، روت عنه جماعة، منهم ابن وهب، وحيوة بن شريح، وزيد بن الحباب، وبهذا الاعتبار سكت عنه، وهو ممن لم تثبت عدالته، فاعلمه (١).

٥٠ - وذكر (٢) من طريق الترمذي (٣)، عن أبي سعيد، أن النبي قال: «إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ، وَإِنَّ رِجَالاً يَأْتُوْنَكُم مِنْ أَقطَارِ الأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّيْنِ … » الحديث.

وسكت عنه (٤)، وهو ضعيف، فإنه من رواية أبي هارون العبدي، واسمه عمارة بن جوين عن أبي سعيد.


(١) قد نقل الذهبي كلام ابن القطان هذا في ميزان الاعتدال (٣/ ٤٢٦) ترجمة رقم: (٧٠١٥)، ثم عقب عليه بالقول: «يريد أنه ما نص أحد على أنه ثقة، وفي رواة الصحيحين عدد كثير ما علمنا أن أحدا نص على توثيقهم، والجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة ولم يأت بما لم ينكر عليه أن حديثه صحيح، وقد أجاب الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (٦/ ٤٣٩) ترجمة رقم: (٦٢٦٧) على كلام الحافظ الذهبي بما نصه: «وهذا الذي نسبه للجمهور لم يصرح به أحد من أئمة النقد إلا ابن حبان، نعم هو حق في حق، من كان مشهورا في طلب الحديث والانتساب إليه كما هو مقرر في علوم الحديث. وهذا الرجل قد ذكره ابن حبان في تاريخ الثقات، فهو ثقة عنده، وكذا نص الحاكم في مستدركه على أنه ثقة. ثم إن قول الشيخ: إن من رواة الصحيح عددا كبيرا … إلى آخره، مما ينازع فيه، بل ليس كذلك، بل هذا شيء نادر، لأن غالبهم معروفون بالثقة إلا من خرجا له في الاستشهاد».
أما توثيق الحاكم له كما ذكر الحافظ فهو منصوص عليه في مستدركه (١/ ١٢٢)، فقال بعد أن ساق بإسناده حديثا له: «مصري ثقة، وأبو قبيل تابعي كبير»، ويزاد على ما ذكراه أن مالك بن الخير الزبادي هذا قد وثقه الإمام أحمد بن صالح المصري، ففي تاريخ أبي زرعة الدمشقي (ص ٤٤٢)، أنه سأله عنه، فقال: «قلت: فما تقول في مالك بن الخير الزبادي؟ قال: ثقة»، بل وعده الدارقطني من تابعي أهل مصر، ففي المؤتلف والمختلف له (٣/ ١١٣٥) قال: «وأما زباد، فهو مالك بن الخير الزبادي، من تابعي أهل مصر»، وكل ذلك مما يثبت عدالة هذا الرجل، كما يظهر تصور الإمام ابن القطان الفاسي فيما ذهب إليه من توهيم الإمام عبد الحق في سكوته عن رجال إسناد هذا الحديث، والله تعالى أعلم وأحكم.
(٢) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٣١ - ٣٢) الحديث رقم: (١٤٥٢)، وهو في الأحكام الوسطى (١/ ٩٣).
(٣) وتمام لفظه: «فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا»، وهذا الحديث أخرجه الترمذي في سننه، كتاب العلم، باب ما جاء في الاستيصاء بمن يطلب العلم (٥/ ٣٠) الحديث رقم: (٢٦٥٠)، وأخرجه أيضا ابن ماجه في كتاب الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب الوصاءة بطلبة العلم (١/ ٩١) الحديث رقم: (٢٤٩)، من طريقين عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري . وقال الترمذي: قال علي (يعني ابن المديني)، قال يحيى بن سعيد: كان شعبة يضعف أبا هارون العبدي. قال يحيى بن سعيد: ما زال ابن عون (يعني عبد الله) يروي عن أبي هارون العبدي حتى مات».
(٤) عبد الحق في أحكامه الوسطى (١/ ٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>