ولم يَعْزُ (١) ما ذكر من ذلك، وساقَهُ مُتْبِعًا حديث عمر بن الخطاب من كتاب علل الدارقطني (٢)، وليس هو في كتاب «العلل»، وإنما هو في كتاب «السنن»(٣)، ثم أتبعه أن قال: رواه الثقات الأثبات عن عمر قوله، منهم اللَّيثُ وابن عيينة، وابنُ [عون](٤)، وغيرهم، وأسندَهُ الأجلَحُ ومحمّدُ بنُ فُضيل، والأول هو الصَّحيحُ.
وروى الأجلح أيضًا، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي ﷺ قال:«في الضَّبُعِ إذا أصابها المُحْرِم كبش، وفي الظَّبي شاةٌ، وفي الأرنب عَنَاقٌ، وفي اليَرْبُوعِ جَفْرة».
كذا رواه الأجلَحُ، من رواية محمد بن فضيل عنه (٥)، ورواه أصحاب أبي الزبير، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، قوله وهو أصح من المسند. انتهى كلامه (٦).
= واختلف عنه ثم ساقه برقم: (٩٨٧٩)، من طريق زياد بن عبد الله، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن النبي، به. وقال: «تابعه محمد بن فضيل وغيره، عن الأجلح، هكذا»، ثم ساقه (٥/ ٢٩٩ - ٣٠٠) برقم: (٩٨٨٠)، من طريق مالك بن سعير، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، موقوفًا، وقال: «وهذا أقرب من الصواب، والصحيح أنه موقوف على عمر ﵁". وقال الدارقطني في علله (٢/ ٩٧) الحديث رقم: (١٣٨) بعد أن ذكر روايتي مالك بن سعير ومحمد بن فضيل: ورواه أصحاب أبي الزبير، عن أبي الزبير، عن جابر، عن عمر، قوله غير مرفوع، منهم أيوب، وابن عون، وهشام بن حسان، والأوزاعي، وصخر بن جويرية، وسفيان بن عيينة، والليث بن سعد، والموقوف أصح من المسند». وقوله: بجَفْرة: الجَفْرة بفتح الجيم: هي الأنثى من ولد الضأن التي بلغت أربعة أشهر وفصلت عن أُمِّها. ينظر: النهاية في غريب الحديث (١/ ٢٧٧). (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٣٠). (٢) المتقدم تخريجه من عنده أثناء تخريج هذا الحديث. (٣) الصحيح أنه في كتاب العلل، وقد تقدم تخريجه منه، والذي في السنن هو حديث جابر، مرفوعًا. (٤) في النسخة الخطية: «عوف» بالفاء في آخره بدل النُّون، والمثبت على الصواب من بيان الوهم والإيهام (٢/ ٥١٩)، وهو الموافق لما في علل الدارقطني. وابن عون: هو عبد الله بن عون بن أرطبان، وروايته عند الطحاوي في شرح مشكل الآثار (٩/ ٩٦) بإثر الحديث رقم: (٣٤٧١) (٥) تقدم تخريجه من سنن الدارقطني مع الكلام عليه أثناء تخريج الحديث الذي صدر ذكره. (٦) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٣٠).