كذا أورد هذا الموضع، وهو خطأ؛ فإن حديث مسلم من رواية عائشة، وحديث أبي داود بزيادة:«ولا تُصَلّي» من حديث جابر.
ونصه: أقبلنا مع رسول الله ﷺ مُهِلينَ بالحج مُفْرَدًا، وأَقْبَلَتْ عائشةُ مُهِلَّةً بعُمرة، حتى إذا كانت بسَرِفَ عَرَكَتْ؛ وذَكَر القصَّةَ كلَّها من روايته وإخباره، لم يُحدث منها عن عائشةَ بشيءٍ. فلمّا فَرَغ أبو داود من إيرادها قال:
١٤١١ - (١) حدثنا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين (٢)، قالا: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، حدثنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله؛ ببعض هذه القصّة، قال عند قوله:«وأهلي بالحج»: «ثم حُجِّي، واصْنَعِي ما يَصْنَعُ الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت ولا تُصلّي». هكذا أورَدَها كلها من إخبار جابر، فاعْلَمْهُ.
١٤١٢ - وذكر (٣) من طريق الدارقطني (٤)، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ في «الأَصْلَعِ يُمِرُّ المُوسَى على رأْسِهِ».
وضعفه (٥) بعبد الكريم بنِ رَوْحٍ، وتَرَكَ عبد الله بن عُمرَ العُمري، وهو يرويه عن نافع، عن ابن عمر.
= النبي ﷺ على عائشة؛ ببعض هذه القصة؛ يعني أنه أحال به على لفظ حديث الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر، السالف قبله (٢/ ١٥٤ - ١٥٥) برقم: (١٧٨٥)، وهو الذي سيورد المصنف طرفًا منه قريبًا، وفي رواية ابن جريج، عن أبي الزبير في آخرها: «غير أن لا تطوفي بالبيت ولا تُصلّي». (١) بيان الوهم والإيهام (٢/ ١٢٤ - ١٢٥) عقب الحديث رقم: (٩٥)، وتنظر الأحكام الوسطى (٢/ ٣١١) (٢) في مطبوعة سنن أبي داود (٢/ ١٥٥): حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، به. ولم يذكر متابعة يحيى بن معين للإمام أحمد. (٣) بيان الوهم والإيهام (٣/ ١٢٧) الحديث رقم: (٨٢٥)، وذكره في (٤/ ٢٠٠) الحديث رقم: (١٦٩٣)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٠٤). (٤) أخرجه الدارقطني في سننه، كتاب الحج، باب المواقيت (٣/ ٢٩٣ - ٢٩٤) الحديث رقم: (٢٥٨٩)، من طريق عبد الكريم بن رَوْحٍ، عن عنبسة بن سعد، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال في الأصلع: «يمر الموسى على رأسه»، قال عبد الكريم: وجدتُ في كتابي رفعه مرّةً إلى رسول الله ﷺ، ومرَّةً لم يرفعه. وهذا إسناد ضعيف، عبد الكريم بن رَوْح: هو ابن عنبسة البزاز، ضعيف كما في التقريب (ص ٣٦١) ترجمة رقم: (٤١٥٠)، وعبد الله بن عمر: هو العُمري ضعيف أيضًا كما سلف مرارًا. (٥) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٣٠٤).