زاد النسائي (١): «ثُمَّ أَحْدِثْ إحرامًا». قال (٢): ولا أحسبه بمحفوظ.
كذا أورد قول النسائي، رادا للزيادة المذكورة.
وقد بين النسائي أنها مما تفرد به شيخه نوح بن حبيب القُومَسِي، عن يحيى [القطان](٣)، لم يَقُلْها غيرُه، ونوح هذا صدوق (٤)، والله أعلم.
(١) النسائي في السنن الصغرى، كتاب مناسك الحج، باب الجبة في الإحرام (٥/ ١٣٠) الحديث رقم: (٢٦٦٨)، وفي سُننه الكبرى، كتاب مناسك الحج، باب الجُبّة في الإحرام (٤/ ٢٣) الحديث رقم: (٣٦٣٤)، قال: أخبرنا نوح بن حبيب القُومَسِي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا ابن جريج، قال: حدثنا عطاء، عن صفوان بن يعلى بن أمية، عن أبيه، قال: ليتني أرى رسول الله ﷺ وهو يُنْزَلُ عليه؛ فذكره، وفي آخره أنه ﷺ قال: «أما الجُبَّةُ فَاخْلَعْهَا، وأما الطيب فاغْسِلْهُ، ثم أَحدِثْ إحرامًا». قال النسائي بإثره: «هذا الحرف: «ثم أَحْدِثُ إحرامًا» لا أعلم أن أحدًا ذكره غير نوح بن حبيب، ولا أحسبه محفوظا، والله ﷿ أعلم». وهذا الحديث قد رواه عن يحيى بن سعد القطان، بالإسناد المذكور، كما عند الإمام أحمد في مسنده (٢٩/ ٤٦٨) الحديث رقم: (١٧٩٤٨)، ومسدّد بن مسرهد، كما عند البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب نزل القرآن بلسان قريش والعرب (٦/ ١٨٢ - ١٨٣) الحديث رقم: (٤٩٨٥)، وقالا فيه عنه: «أما الطيب الذي لك، فاغْسِلْهُ ثلاث مرات، وأما الجُبَّةُ فانزعها، ثم اصنَعْ في عُمرتِكَ كما تصنع في حَبِّك»، ولم يَقُولا فيه: «ثم أَحْدِث إحراما» التي تفرد بها نوح بن حبيب القُومَسي، وأحمد بن حنبل ومسدّد مسرهد أحفظ وأثبت من نوح بن حبيب القومسي، فهي زيادة شاذة. (٢) النسائي في سننه الصغرى (٥/ ١٣٠). (٣) في النسخة الخطية: «العطار»، وهو خطأ ظاهر، والمثبت على الصواب من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٤٥٧)، ومصادر التخريج السابقة. (٤) قاله عنه أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل لابنه (٨/ ٤٨٦) ترجمة رقم: (٢٢١٩)، وقال عنه النسائي: «لا بأس به»، وقال أحمد بن سيّار المروزي: «ثقة صاحب سُنّة وجماعة». وقال الخطيب: «كان ثقة»، وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال سلمة بن قاسم: «ثقة». تهذيب التهذيب (١٠/ ٤٨٢) ترجمة رقم: (٨٦٩). وقال عنه الذهبي في الكاشف (٢/ ٣٢٧) ترجمة رقم: (٥٨٨٨): «ثقة صاحبُ سُنّة»، وقال الحافظ في التقريب (ص ٥٦٦) ترجمة رقم: (٧٢٠٣): «ثقة، سُني». ولكنه مع ثقته خالف من هو أوثق منه ممن روى هذا الحديث بالإسناد نفسه، كالإمام أحمد ومسدد بن مسرهد، ولم يذكرا هذه الزيادة فيه، كما تقدم في تخريج الحديث آنفًا، فهي شادة.