للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وسَكَتَ (١) عنه، ولعله مما تسامح فيه؛ فإنّ عرفجة بنَ [عبد الله] (٢) الثقفي، لا تُعرف حاله (٣)، وهو يروي عن عائشة، وابن مسعود، وعليّ ، وروى عنه منصور، وعطاء بن السائب، وعمر بن عبيد الله بن يعلى بن مُرّة. بهذا ذكره ابن أبي حاتم، ولم يزد (٤).

ولا يُعتَلُّ الحديث بكونه من رواية ابن السائب، عنه، فإنه إنما رواه عنه شعبة، وهو قديم السماع منه، ممن أخَذَ عنه قبل اختلاطه (٥).

وهو أيضًا عن رجل من الصحابة لم يُسَمَّ (٦).


= وأخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣١/ ٩١) الحديث رقم: (١٨٧)، من طريق شعبة، به.
ورجال إسناده ثقات غير عرفجة: وهو ابن عبد الله الثقفي، فقد روى عنه جمع فيما ذكر المنِّي في تهذيب الكمال (١٩/ ٥٥٧ - ٥٥٨) ترجمة رقم: (٣٩٠٠)، وترجم له العجلي في الثقات (ص ٣٣١) برقم: (١١٢٠)، وقال: «كوفي، تابعي ثقة»، وذكره ابن حبان في الثقات (٥/ ٢٧٣) ترجمة رقم: (٤٨٠٦)، وقال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب (ص ٣٨٩) ترجمة رقم: (٤٥٥٦): «مقبول»، وكأنه لم يقف على توثيق العجلي له كما هو ظاهر صنعه في تهذيب التهذيب (٧/ ١٧٧) ترجمة رقم: (٣٤٦)، إذ اقتصر فيه على ذكر توثيق ابن حبّان له.
وأما عطاء بن السائب، فهو وإن كان قد اختلط إلا أن هذا الحديث من رواية شعبة عنه، وهو ممن سمع منه قديما قبل اختلاطه، فحديثه عنه صحيح إلا حديثين سمعهما منه بأخرة من روايته عن زاذان، فيما قال ابن المديني عنه كما في تهذيب الكمال (٢٠/ ٨٩) ترجمة رقم: (٣٩٣٤)، وذكر عن أحمد بن حنبل أنه قال: «مَنْ سمع منه قديما كان صحيحًا، ومَنْ سمع منه حديثا لم يكن بشيء، سمع منه قديما شعبة وسفيان»، فهذا من صحيح حديثه.
وللحديث أيضًا شاهد صحيح، من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إذا دَخَلَ شهر رمضانَ فُتحت أبواب السماء، وغُلقت أبواب جهنّم، وسُلْسِلت الشياطين». أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصوم، باب هل يُقال: رمضان أو شهر رمضان، ومن رأى كله واسعا (١٨٩٩)، ومسلم في صحيحه، كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان (٢/ ٧٥٨) الحديث رقم: (١٠٧٩).
(١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٠٥).
(٢) في النسخة الخطية: «عُبيد الله» مصغَرًا، وهو خطأ، والتصويب من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٩)، ومصادر ترجمته السالف ذكرها في تخريج هذا الحديث.
(٣) في مطبوع بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٩): «لا تعرف عدالته».
(٤) الجرح والتعديل (٧/ ١٨) ترجمة رقم: (٨٦)، وقد تقدم ذكر توثيق العجلي وابن حبّان له.
(٥) تقدم توثيق ذلك أثناء تخريج هذا الحديث.
(٦) قد سلف مرارًا أنّ جهالة الصحابي لا تَضُرُّ، لأنَّهم كلُّهم عُدول، على ما هو معروف عند طائفة واسعة من أهل الحديث كالإمام أحمد وغيره. وينظر: التمهيد، لابن عبد البر =

<<  <  ج: ص:  >  >>