قال: لا نعلم رواه عن زيد، عن عياض، عن أبي سعيد إلا محمد بن جعفر، ولا نعلمه يُروى عن أبي سعيد إلّا من هذا الوجه، بهذا الإسناد. انتهى كلام البزار.
ففي هذا أنها سمعته من النبي ﷺ، ولا ندري ممن تلقى ذلك أبو سعيد.
وبحث ثالث: وهو أن أبا محمّد ساقه في اختصاره عام اللفظ، والحديث إنّما فيه قضاء شَخْصَينِ (١)، خاص بهاتين المرأتين، فإنْ حُكِمَ لغيرهما بمثل ذلك، فمِنْ دليل آخر لا من نفس الخبر، فاعلم ذلك.
١٢٠٧ - وذكر (٢) من طريق النسائي (٣)، حديث مسلم بن مَخْشي، عن ابنِ الفراسي، عن الفراسي:«إن كنت لا بدَّ سائلًا فَسَل الصالحين».
ورده بأن قال (٤): ابنُ الفِراسِيّ لا أعلمُ روى عنه إلا بكر بن سوادة.
١٢٠٨ - وذكر (٥) من طريق أبي داود (٦)، عن سليمان بن معاذ التميمي، حدثنا
= أبي كثير، بالإسناد المذكور. ولم يَسُقُ مسلم لفظه، أحال به على لفظ الحديث السالف قبله بمثله بإسناد آخر. (١) كذا في النسخة الخطية: «شخصين»، وهذا متَّجِهُ، فإنما هو مختص بالمرأتين، وجاء في مطبوع بيان الوهم والإيهام (٢/ ٤٥٦): «شخصي» بصيغة الإفراد، وله وجه. (٢) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٢٥٦) الحديث رقم: (٩٩٨)، وذكره في (٢/ ٤٤١) الحديث رقم: (٤٤٦)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٠٠). (٣) سلف الحديث بتمامه مع تخريجه والكلام عليه برقم: (٢٦٨). (٤) عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٠٠). (٥) بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥١٩) الحديث رقم: (٢٧٥٨)، وهو في الأحكام الوسطى (٢/ ٢٠٠). (٦) سنن أبي داود، كتاب الزكاة، باب كراهية المسألة بوجه الله تعالى (٢/ ١٢٧) الحديث رقم: (١٦٧١)، من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن سليمان بن معاذ التميمي، عن محمد بن المُنكَدِر، عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ؛ فذكره. وهذا إسناد ضعيف لأجل سليمان بن معاذ: وهو ابنُ قَرْم بن معاذ، أبو داود البصري النحوي، قال الحافظ ابن حجر في ترجمته من التقريب (ص ٢٥٣) ترجمة رقم: (٢٦٠٠): «ومنهم من ينسبه إلى جده، سييء الحفظ يتشيع». والحديث أخرجه ابن عدي في الكامل (٤/ ٢٤١) في ترجمة سليمان بن قَرْم، برقم: (٧٣٥)، من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي بالإسناد المذكور. صَدَّر ترجمته له عن ابن معين، أنه قال فيه: «ليس بشيء»، ومن رواية عباس الدوري عنه، أنه قال: «كان ضعيفًا»، ثم قال بعد أن ساق حديثه هذا: «وهذا الحديث لا أعرفه عن محمد بن المُنكَدِر إلا من رواية سليمان بن قَرْم، وعن سليمان بن إسحاق الحضرمي … »، ثم قال: «ولسليمان بن قَرْم أحاديث غير ما ذكرتُ عند الكوفيين والبصريّين، وأحاديث حسان أفرادات». وهذا مما تفرد به كما قال.=