عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس. قال: ويُقال: إن عبد الرحمن هذا هو [ابن](١) يزيد بن تميم، قاله البخاري (٢) وأبو حاتم (٣)، وهو منكر الحديث ضعيفه. انتهى كلامه.
وهو صحيح، إلا أنه قد يُفهم منه خلاف مراده، فلنُبَيِّن ما يُوهِمُه ظاهره، ثم نشرح بعد ذلك مراده، فالذي يُوهِمُه ظاهرُه هو أنّ هذا الرجل الذي رواه عنه حسين بن علي الجعفي، الذي هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، يقال له (٤): عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وإنه على كلِّ حالٍ منكر الحديث ضعيفه، سواء قيل فيه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، أو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، فيجيء هذا كأنه شهره بأنه ابن يزيد بن تميم (٥)، بعد أن وصَفَه بابن جابر، كأنّه يُنسَبُ نسبتين، إحداهما أشهر من الأخرى، وقع في الإسناد بأخفاهما، فبينه بأشْهَرِهما كما نجد في الأسانيد، محمد القرشي (٦)، فنقول: هو محمّد بن سعيد المصلوب. وتقدم له هو هذا بعينه، وكما نجد إبراهيم بن أبي عطاء، فنقول: هو إبراهيم بن أبي يحيى (٧).
(١) زيادة متعينة من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٧٥)، وهو الموافق لما في الأحكام الوسطى (٢/ ٩٤). (٢) التاريخ الكبير (٥/ ٣٦٥) ترجمة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الشامي، برقم: (١١٥٦)، قال: «عن مكحول، سمع منه الوليد بن مسلم، عنده مناكير، ويُقال: هو الذي روى عنه أهل الكوفة أبو أسامة (يعني: حماد بن أسامة) وحسين (يعني: الجعفي)، فقالوا: عبد الرحمن بن يزيد». (٣) الجرح والتعديل (٥/ ٣٠٠ - ٣٠١) ترجمة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الدمشقي، برقم: (١٤٢٣)، ومن جملة ما قاله فيه: «سألت أبي عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؟ فقال: عنده مناكير، يُقال: هو الذي روى عنه أبو أسامة وحسين الجعفي، وقالا: هو ابن يزيد بن جابر، وغَلِطَا في نَسَبِه، ويزيد بن تميم أصح، وهو ضعيف الحديث، … سألت أبا زرعة عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؟ فقال: ضعيف الحديث». (٤) كذا في النسخة الخطية: «له» على ما يقتضيه سياق الكلام، وفي مطبوعة بيان الوهم (٥/ ٥٧٥): «إنه». (٥) ما بين الحاصرتين زيادة من بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٧٥)، ولم ترد في النسخة الخطية هنا. (٦) كذا في النسخة الخطية: (القرشي) على الصواب، فإنّ محمد بن سعيد هذا: هو ابن حسان بن قيس القرشي الأسدي المصلوب، فنِسْبَته إلى «القرشي» هنا صحيحة، وجاء في مطبوعة الوهم والإيهام (٥/ ٥٧٥): «الطبري»، قال المِزّيُّ في ترجمته له من تهذيب الكمال (٢٥/ ٢٦٤ - ٢٦٥) برقم: (٥٢٤١) بعد أن سمّاه ونسبه على الوجه الذي ذكرته: «ويقال: محمد بن سعيد بن عبد العزيز … ، ويقال: ابن الطبري». (٧) هو: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى سمعان الأسلمي، وقيل له: إبراهيم بن محمد بن =