للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

واعلم أن الزيادات التي توجد في الأحاديث كثيرة جدا، ولكن ليس أكثرها من غَرَضِنَا في هذا الباب، فإن الزّيادة إذا كانت في معنى آخر، فكأنها حديث آخر، ونحن لم نتعرَّض لذكر ما تُرِك من الحديث في الأحكام التكليفية، فإن هذا لو تتبع لم يصلح؛ لكثرته أن يكون بابًا في كتاب، بل كتابًا قائما بنفسه.

وإِنَّما المقصود في هذا الباب من الزيادة، ما يكون تفسيرًا لمجمل، أو تتميمًا لمعنى ناقص، أو مكملا له على وجه، وقد يكون ما نورده في ذلك زيادة في الحكم المقصود بيانه من رواية في ذلك الحديث، وقد يكون من غيره، ولم نذكر من ذلك إِلَّا ما هو صحيحٌ أو حسن، فأما الضعيف فكثير، لم نعرض له.

٢ - وقد ذكر أبو داود في سننه (١) حديثًا صحيحًا أيضًا، من رواية عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عن سليمان بن بُرَيْدَةَ، عن يحيى بن يَعْمَرَ، عن ابن عُمر، عن عُمر في هذا الحديث: «والاغتسالُ من الجَنَابَةِ».

٣ - وذكر أبو داود الطيالسي في مسنده (٢)، من رواية مَطَر الوراق، عن عبد الله بن بُرَيْدَةَ، عن يحيى بن يَعْمَرَ في هذا الحديث: ما الإيمان؟ قال: «تؤمن بِالله وَمَلائِكَته وكتبه وَرُسُله، والبعث بعد المَوْت، وَالجَنَّة وَالنَّار، وتؤمن بالقدر خيره وشره»، قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟ قال: «نعم». ومَطَر صالح الحديث (٣)، يُشبه في سُوءِ الحفظ بابن أبي ليلى (٤).


(١) سنن أبي داود، كتاب السُّنَّة، باب في القدر (٢٢٤/ ٤) الحديث رقم: (٤٦٩٧).
(٢) مسند الطيالسي (٢٤/ ١) الحديث رقم: (٢١).
(٣) كذا حكاه إسحاق بن منصور الكوسج عن يحيى بن معين، أنه قال: «مطر الوراق صالح» رواه عبد الرحمن بن محمد الرازي المعروف بابن أبي حاتم، في الجرح والتعديل (٨/ ٢٨٨)، عن أبيه، عن إسحاق بن منصور، به.
وقال أيضًا: «سألت أبي عن مطر الورّاق، فقال: هو صالح الحديث»، وقال: «سُئل أبو زرعة (يعني: الرازي) عن مطر الورّاق، فقال: صالح، كأنه لين أمْرَهُ».
وهذه الأقوال وغيرها ذكرها أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن المزي في تهذيب الكمال (٥٣/ ٢٨)، في ترجمة مطر بن طهمان الوراق، ترجمة رقم: (٥٩٩٤).
(٤) ابن أبي ليلى: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، أبو عبد الرحمن الكوفي الفقيه، قاضي الكوفة، كان يُوصَف بالصدق والصلاح في نَفْسِه، إلا أنه تُكلّم فيه بسبب سوء حفظه؛ ولذلك قال عنه أبو زرعة الرازي: «صالح ليس بأقوى ما يكون»، وقال أبو حاتم الرازي: «مَحَلُّه الصدق، كان سيء الحفظ، شغل بالقضاء فساء حفظه، لا يُتهم بشيء من =

<<  <  ج: ص:  >  >>