بين إسرائيل وعطية، وقد تابعه على ذلك الحافظ مغلطاي في هذا الكتاب، والصواب في إسناده كما في سنن الترمذي:(إسرائيل، عن محمد بن جحادة، عن عطية).
* الثاني: ما كان الوهم فيه من الحافظ مغلطاي أو الناسخ:
وقفت على بعض المواضع في كتاب (منار الإسلام)، وقع فيها وهم في نقل كلام الحافظ ابن القطان، وهذا الوهم - وإن كان قليلا جدا - قد يفسد المعنى المراد، فمن ذلك:
• المثال الأول:
ذكر في المنار (١) حديثا من طريق أبي داود، ثم ذكره حديثا بعده، فقال فيه:«وذكر من طريقه أيضا، حديث سعد القرظ، في «الاستدارة في الأذان»(٢)، من رواية عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ، عن أبيه، عن آبائه».
كذا وقع في النسخة الخطية لكتاب المنار:«وذكر من طريقه»؛ على أن الضمير فيه يعود على أبي داود كما في الحديث السالف قبله. وهذا غير صحيح، فإن هذا الحديث قد عزاه الإمام عبد الحق (٣) لأبي أحمد ابن عدي، وتبعه على ذلك ابن القطان، فقال (٤): «وذكر من طريق أبي أحمد»، وقد ذكر محققه أنه في نسخة (ت): أبي داود ثم قال: «وهو تحريف».
• المثال الثاني:
ذكر في المنار (٥) حديثا من علل الدارقطني، فقال: «وسئل عن حديث مجاهد، عن ابن عمر: «نَهَانَا رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنْ نَتَّبِعَ جِنَازَةً مَعَهَا رَانَّةٌ (٦)؟» فقال: يرويه أبو يحيى القتات، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ، كذا قال إسرائيل، عن أبي يحيى. وخالفه ليث؛ فرواه عن مجاهد عن ابن عمر، قال: «نهينا
(١) منار الإسلام، وسيأتي هذا في الحديثين رقم: (٥٤١، ٥٤٢). (٢) سيأتي الحديث بتمامه مع تخريجه والكلام عليه برقم: (٥٤٢). (٣) الأحكام الوسطى (١/ ٣٠١). (٤) بيان الوهم والإيهام (٣/ ٣٤٦). (٥) منار الإسلام، وسيأتي هذا في الحديث رقم: (٩٨٤). (٦) سيأتي بتمامه مع تخريجه والكلام عليه في الموضع المشار إليه آنفا.