للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

..................................


= الأوسط (٣/ ٦٣٩؛ ر: ٩٨٥): «قال أبو داود: إنما أتي قيس من قبل ابنه، وكان ابنه يأخذ أحاديث الناس فيدخلها في فرج كتاب قيس، ولا يعرف الشيخ ذلك». ولم يسق فيه ابن أبي حاتم جرحا، وإنما جلب أخبارا فيها ثناء شعبة بن الحجاج عليه بالجد في الطلب. ن: الجرح والتعديل: ١/ ١٥٠؛ ر: ٦٣. وفي تاريخ بغداد (١٤/ ٤٦٩)، أن شعبة قال: «ذاكرني قيس حديث أبي حصين، فلوددت أن البيت سقط علي وعليه حتى نموت، لكثرة ما كان يغرب علي». قلت: إعجاب شعبة به، مقرون بعلته، وهو إغرابه، وليس الإغراب مما يشهد للتعديل، وأيا ما كان فهو وإن كان سائغا في المذاكرة، فإنه يتحامى في الرواية.
وفوق ما مر، فإنه يقضى في الغالب لحكم يحيى في الراوي، إذا اشترك في معرفته مع شيخه شعبة، دون ما استقل هذا به، فإن بابه الراوية، ولا مدخل حينها لرأي يحيى، ويدل لما قلناه آنفا أن عبد الرحمن بن مهدي قال: اختلفوا يوما عند شعبة، فقالوا: اجعل بيننا وبينك حكما، فقال: قد رضيت بالأحول - يعني: يحيى بن سعيد القطان - فما برحنا حتى جاء يحيى؛ فتحاكموا إليه، فقضى على شعبة، فقال شعبة: ومن يطيق نقدك يا أحول؟ (تاريخ بغداد: ١٦/ ٢٠٥؛ ر: ٧٤١٣). ومع هذا فقد كان يعرف رأيه في قيس ويزجره عنه بالقول: «يا أحول، تذكر قيسا الأسدي؟!»؛ كالمنكر عليه. (ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه: ٨١؛ ر: ٣٧). ويبدو أن هذا لم يكن رأي شعبة وحده، فقد روى الفلاس أخبارا عنه في هذا المعنى وعن أبي الوليد الطيالسي وأبي داود أيضا، فقال: «سمعت أبا داود يقول: سمعت شعبة يقول: يا عجبا لهذا الأحول لا يرضى قيس بن الربيع - يعني: يحيى بن سعيد القطان». وقال: قلت لأبي الوليد: إنك تثني على قيس بن الربيع كثيرا؟ قال: لأنه - والله - كان يخاف الله. أو نحو هذا؛ أنا أشك في اليمين». وقال: «لما قدم يزيد بن هارون البصرة فحدثنا عن قيس قلت: حدثنا عن غيره، فبلغ أبا داود، فغضب علي حتى اعتذرت إليه. وقلت له: أكتب قيسا عنك، وأكتب عن يزيد المشايخ الكبار (مسائل حرب بن إسماعيل الكرماني؛ النكاح إلى نهاية الكتاب): (٣/ ١٣٣٣ - ١٣٣٤؛ ر: ٢٤٠٢، ٢٤٠٣، ٢٤٠٤). وفي تاريخ بغداد (١٤/ ٤٦٩): «قال عفان: قلت ليحيى بن سعيد: هل سمعت سفيان يقول فيه بغلطة، أو يتكلم فيه بشيء؟ قال: لا. قلت ليحيى: أفتتهمه بكذب؟ قال: لا. قال عفان: فما جاء فيه بحجة». قلت: أما سفيان، فذكره بما استصحب من حاله، ولعله لم يقع له بعد ما يدل على ما طرأ عليه من ضعف إنما اعتراه بأخرة، باختلاط أو بغيره، مما فات شعبة وسفيان، ومما يشهد له أن ابن مهدي تابعهم =

<<  <   >  >>