وأما قولُه: ﴿وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾. فإن القَرَأةَ اخْتَلَفَتْ في قراءتِه؛ فقرَأتْه عامةُ قرأةِ أهلِ المدينةِ وبعضُ الكوفيين:(وَنُدْخِلْكُمْ مَدْخَلًا كَرِيمًا) بفتحِ الميمِ (٢)، وكذلك الذى فى "الحجِّ": (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مَدْخَلًا يَرْضَوْنه)[الحج: ٥٩]، فمعنى:(ونُدْخِلْكُمْ مَدْخَلًا). فيَدْخُلون دُخولًا كَرِيمًا. وقد يَحْتَمِلُ على مذهبِ مَن قرَأ هذه القراءةَ أن يَكُونَ المعنى في المَدْخَلِ: المكانَ والموضِعَ؛ لأن العربَ ربما فَتَحتِ الميمَ من ذلك بهذا المعنى، كما قال الراجزُ (٣):
(١) أخرجه البيهقى فى شعب الإيمان (٧١٤٥) من طريق صالح المرى به. (٢) هي قراءة نافع وحده. السبعة لابن مجاهد ص ٢٣٢. (٣) معانى القرآن ١/ ٢٦٤، واللسان (ص ب ح) غير منسوب فيهما. (٤) البيت لأمية بن أبي الصلت، وهو في ديوانه ص ٤٦.