مُغفّل، قال رَسُول الله ﷺ:«لا يبولن أحدكم في مستحمه … » الحديث.
ثمَّ قال (١): ولم يسمعه أشعث من الحسن، وروي موقوفًا على عبد الله بن مغفل. انتهى ما ذكر بنصه.
وقد يظن به أنه إنَّما أتبعه هذا القول لفضل علم عنده فيه، من أنه منقطع كما ذكر، وليس كذلك.
وما بيانه إلا ما كتب في كتابه الكبير، وذلك أنه بعد أن أورد الحديث المذكور بإسناد أبي داود، من رواية عبد الرَّزَّاق، عن معمر، عن أشعث قال: «هذا الحديث أرسله الأشعث عن الحسن، ولم يسمعه منه.
= والمحفوظ عند أهل العلم أنّ قوله: «إنَّ عامة الوسواس منه» من قول عبد الله بن مغفل. وهذا قد أخرجه البيهقي في الكبرى، كتاب الطهارة، باب النهي عن البول في مغتسله أو متوضئه ثم يتطهر فيه كراهية أن يُصيبه شيءٌ من البول عند صَبّ الماء (١/ ٩٨)، من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن الحسن البصري، عن عبد الله بن مغفل: «أنه كان يكره البول في المغتسل»، وقال: «إن منه الوسواس». وأخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب قوله: ﴿إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ﴾ [الفتح: ١٨] (٦/ ١٣٦) برقم: (٤٨٤٢)، وابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الطهارات، باب من كان يكره أن يبول في مغتسل (١/ ١٠٦) برقم: (١٢٠١)، والعقيلي في الضعفاء الكبير (١/ ٢٩)، من طريق شعبة، عن قتادة، عن عقبة بن صهبان، قال: سمعت عبد الله بن مغفل يقول: «البَوْلُ فِي المُغْتَسَلِ يَأْخُذُ مِنْهُ الوَسْوَاسُ»، قال العقيلي بعده: «حديث شعبة أولى، ولعل حسن بن ذكوان أخذه عن أشعث الحداني». وتقدم فيما ذكرته قريبًا عند تخريج الرواية المرفوعة، أن الترمذي استغرب الطريق المرفوع، فقال: «هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلّا من حديث أشعث بن عبد الله، ويقال له: أشعث الأعمى»، وسيذكر المصنف فيما يأتي قريبًا هذه الرواية وتعليق العقيلي عليها. وللسبب ذاته ضعف الألباني هذه الزيادة، فذكر الحديث بتمامه في صحيح سنن أبي داود، وقال: «صحيح دون قول: (قال أحمد … الخ)». وللنهي عن البول في المستحم دون الموقوف منه شاهد، أخرجه أبو داود في سننه، بإثر هذا الحديث (١/ ٨) الحديث رقم: (٢٨)، والنسائي في السنن الصغرى، كتاب الطهارة، باب النهي عن الاغتسال بفضل الجنب (١/ ١٣٠) الحديث رقم: (٢٣٨)، وفي سننه الكبرى، كتاب الطهارة، باب النهي عن الاغتسال بفَضْل الجنب (١/ ١٦٦) الحديث رقم: (٢٣٥)، من طريق حميد بن عبد الرحمن قال: لقيت رجلًا صحب النبي ﷺ كما صحبه أبو هريرة أربع سنين، قال: «نهى رسول الله ﷺ أن يمْتَشِط أحدنا كل يوم، أو يبول في مُغتسله» وصحح إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (١٠/ ٣٦٧)، وسيأتي هذا الحديث مع زيادة بحث في تخريجه برقم: (٢١٠). (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ١٢٧).