قال أبو بكر ابن أبي شيبة: حدثنا سويد بن عمرو (١) الكلبي، حدثنا أبو عوانة، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره (٢).
وسويد بن عمرو ثقة (٣)، فالحديث صحيح من هذا الطريق، لا من الطريق الذي أورده منه، وأوْهَمَ سكوته عنه صحته، فاعلم ذلك، والله تعالى أعلم (٤).
= بين حاصرتين ما نصه: «[لكن الحديث المذكور له مخرج آخر، فقد رواه عن سويد بن]»، وذكر محققه في الهامش أنه ممحو، وأنه أتمَّ بعضه من فيض القدير وبعضه الآخر من السياق، وما في النسخة الخطية هنا يغني عنه. (١) من قوله: «غير سفيان … » إلى هنا، جاء بدلا منه في بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٥٣) بين حاصرتين ما نصه: «[غير سفيان بن وكيع، قال ابن أبي شيبة في مسنده … حدثنا سويد بن]»، وذكر محققه في الهامش نحو ما أشرت إليه في التعليق السابق. (٢) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الأدب، باب في تعمد الكذب على النبي ﷺ وما جاء فيه (٥/ ٢٩٦) الحديث رقم: (٢٦٢٥٣)، بهذا الإسناد به مرفوعًا. وأخرجه الدارمي في سننه، كتاب العلم، باب اتقاء الحديث عن النبي ﷺ، والتثبت فيه (١/ ٣٠٤) الحديث رقم: (٢٣٨)، والطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ٣٥) الحديث رقم: (١٢٣٩٣)، من طريق أبي عوانة الوضاح، عن عبد الأعلى، به. ومدار إسناده على عبد الأعلى بن عامر الثعلبي، أكثر الحفاظ على تضعيفه وعدم قبول روايته، كما تقدم في التعليق على الرواية السابقة. ولكن للحديث بهذا اللفظ شواهد في الصحيحين وغيرهما، حتى عده بعض الحفاظ أنه متواتر، منها: ١ - حديث أبي هريرة ﵁: أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب إثم مَنْ كذب على النبي ﷺ (١/ ٣٣) الحديث رقم: (١١٠)، ومسلم في مقدمة صحيحه (١/ ١٠) الحديث رقم: (٣) (٣)، ولفظه: «مَنْ كَذَبَ عليَّ متعمّدًا، فليبتبوأ مقعده من النار». ٢ - حديث المغيرة بن شعبة ﵁: أخرجه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما يكره من النياحة على الميت (٢/ ٨٠) الحديث رقم: (١٢٩١)، ومسلم في مقدمة صحيحه (١/ ١٠) الحديث رقم: (٤) (٤)، ولفظه: «فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». ٣ - حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ﵄: أخرجه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل (٤/ ١٧٠) الحديث رقم: (٣٤٦١)، ولفظه: «وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ». (٣) سويد بن عمرو الكلبي، أبو الوليد الكوفي العابد، وثقه يحيى بن معين والنسائي والعجلي، وأفحش القول فيه ابن حبان ولم يأت بدليل. ينظر: تهذيب الكمال (١٢/ ٢٦٣) ترجمة رقم: (٢٦٤٦)، وتقريب التهذيب (ص ٢٦٠) ترجمة رقم: (٢٦٩٤). (٤) من قوله: «وأوْهَمَ سُكوتُه … » إلى هنا لم يرد في بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٥٣).