أن يكون سيّار أبا حمزة (١) - أعني هذا الذي يروي عن طارق بن شهاب، وروى عنه بشير بن سلمان - وخطأوا البخاري في أن جعل الذي يروي عن طارق، وروى عنه بشير بن سلمان أبا الحكم (٢)، وتَبِعَه على الخطأ ابنُ أبي حاتم، وعزا ذلك إلى أبيه (٣)، وهو كما ترى قول أبي نعيم.
وممن ذهب إلى تخطئتهم [في](٤) ذلك وتصحيح أنه سيّار أبو حمزة لا أبو الحكم: أبو محمّد عبد الحقِّ نفسه، في كتابه الكبير إثْرَ هذا الحديث (٥)، وسيار أبو الحكم ثقة (٦)، وسيار أبو حمزة لا يُعرف (٧).
٢١١٢ - وقد (٨) جرى هذا أيضًا في حديث: «مَنْ أَصَابَتْهُ فاقةٌ فأنزلها بالنَّاسِ … » الحديث، ذكره أبو داود (٩) بهذا الإسناد.
(١) يشير إلى الأئمة: أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبي داود، والدارقطني كما تقدم بيان ذلك عنهم. (٢) التاريخ الكبير (٤/ ١٦١) ترجمة رقم: (٢٣٣٣)، وقد سلف بيان أنه سماه سيّارًا أبا الحكم في الأدب المفرد. (٣) الجرح والتعديل (٤/ ٢٥٤ - ٢٥٥) ترجمة سيّار أبي الحكم، برقم: (١١٠٣)، فقال: «وهوسيار بن وردان العنزي، روى عن طارق بن شهاب، و … » ثم ذكر الرواة الذين رووا عنه، ومن جملتهم: «بشير بن سلمان»، وقال: «سمعت بعض ذلك من أبي وبعضه من قبلي»، ثم أتبع ذلك بأن ترجم لسيّار أبي حمزة (٤/ ٢٥٥) برقم: (١١٠٤)، فذكر عن أبيه أنه قال: «روى عن قيس بن أبي حازم، وروى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبجر». (٤) ما بين الحاصرتين زيادة متعيَّنة من بيان الوهم والإيهام (٤/ ٥٥٠)، وقد أخلت بها هذه النسخة. (٥) لم أقف عليه في المطبوع من الأحكام الكبرى. (٦) سيّار أبو الحكم العنزي الواسطي، وثقه الإمام أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، كما ذكره الحافظ المزي في تهذيب الكمال (١٢/ ٣١٥) ترجمة رقم: (٢٦٧٠)، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص ٢٦٢) ترجمة رقم: (٢٧١٨): «ثقة». (٧) سيار أبو حمزة الكوفي، ذكره ابن حبان في ثقاته (٦/ ٤٢١) ترجمة رقم: (٨٣٨٦)، وقد روى عنه اثنان كما ذكره المزي في تهذيب الكمال (١٢/ ٣١٥) ترجمة رقم: (٢٦٧١)، وقال عنه الحافظ في التقريب (ص ٢٦٢) ترجمة رقم: (٢٧١٩): «مقبول». (٨) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٥٥١) الحديث رقم: (٢١٠٣). (٩) سنن أبي داود، كتاب الزكاة، باب في الاستعفاف (٢/ ١٢٢) الحديث رقم: (١٦٤٥)، من طريق عبد الله بن المبارك، عن بشير بن سلمان عن سيّار أبي حمزة عن طارق بن شهاب، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ؛ فذكره.