ثم قال (١): ذكرت إسناده في الكتاب الكبير (٢) وقد ذكره الأصيلي (٣) في «فوائده»، وابن المنذر في كتاب «الإقناع»(٤).
هكذا قال، إلا أن الحديث في كتاب الدارقطني، وهو أكثر الناس نقلا منه.
= عن الأوزاعي، عن عطاء، عن عُبيد بن عُمير، عن ابن عباس، ثم قال البوصيري: «وليس ببعيد أن يكون السقط في صنعة الوليد بن مسلم، فإنه كان يدلس تدليس التسوية». والصحيح في هذا الباب ما أخرجه البخاري (٢٥٢٨)، ومسلم (١٢٧)، من حديث أبي هريرة: «إن الله تجاوز». (١) عبد الحق في الأحكام الوسطى (١/ ١١٥). (٢) الأحكام الكبرى لعبد الحق الإشبيلي (١/ ١٢٧). (٣) الأصيلي: هو الحافظ عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر، أبو محمد الأصيلي، عالم الأندلس، كان من العالمين بالحديث وعلله ورجاله، ومن حفاظ مذهب مالك، وشيخهم في زمانه، توفي سنة ٣٧٢ هـ. ينظر: ترتيب المدارك وتقريب المسالك، للقاضي عياض (٧/ ١٣٥)، وتذكرة الحفاظ، للذهبي (٣/ ١٥٢)، وسير أعلام النبلاء، له (١٦/ ٥٦٠). وقد جاء ذكر الأصيلي في المطبوع من بيان الوهم والإيهام (٢/ ٣٤٦) تبعا لما هو موجود في الأحكام الوسطى (١/ ١١٥) مكنى بأبي بكر، بدلا من أبي محمد، ففيهما: «ذكره أبو بكر الأصيلي»، وهو خطأ لا شك فيه، لما يأتي: ١ - لا يوجد بين أهل العلم والحفاظ مَنْ يُعرف بهذه الكنية ونسبته أصيلي. ٢ - إن ابن القطان الفاسي نفسه قد عقد في آخر كتابه هذا بابا ذكر فيه أسماء للمصنفين الذين أخرج عنهم عبد الحق في كتابه ما أخرج من حديث أو تعليل، أو تجريح، أو تعديل، وترجم لكل واحد منهم ترجمة مختصرة، والبالغ عددهم خمسة وخمسين إمامًا، وليس من بينهم ما وقع في هذين الكتابين مَنْ ذُكر أنه «أبو بكر الأصيلي»، وإنما جاء عنده في الترجمة رقم: (٤٨): «أبو محمد الأصيلي» وعرّف به على نحو ما نقلته من مصادر ترجمته. ٣ - أن هذا هو الموضع الوحيد الذي ذكر فيه «الأصيلي» مكنى بأبي بكر، بينما تكرر ذكره في بيان الوهم والإيهام غير مرّةٍ مكنى بأبي محمد. ينظر مثلا: (٤/ ٤٢٩)، قال: «وذكر من فوائد أبي محمد الأصيلي … »، و (٤/ ٤٣٠)، قال: «قال أبو محمد الأصيلي»، وأحيانًا يذكره من غير كنيته، كما في (٤/ ٤٢٥). كما أن الإمام عبد الحق الإشبيلي قد ذكر هو أيضًا في أول كتابه أسماء المصنفين الذين أخرج عنهم في كتابه من متن أو علة، وذكر من جملتهم أبا محمد الأصيلي، ولم يرد عنده هو أيضًا ذكر لأبي بكر الأصيلي، ولعلّ هذا ما يُفسّر حذف العلامة مغلطاي جملة «أبي بكر» فلعل الناسخ تعجل فأبدل كنيته وجعلها للأصيلي، فانتقل هذا الخطأ، ولم يتنبه له ابن القطان فنقله من كتاب الأحكام الوسطى كما هو، والله تعالى أعلم وأحكم. (٤) الإقناع، لابن المنذر (٢/ ٥٨٤) الحديث رقم: (١٩٦).