وليست هاته المواطن كلها مما نقله ابن أبي حاتم، بل فيها ما نقل جميعه، وفيها ما نقل بعضه، وفيها ما اختصره وتصرف فيه.
وسلك ابن أبي حاتم سبيله إلى كتاب عمرو من طريق والده وطريق محمد بن إبراهيم بن شعيب، ونثر كثيرا من مادته في أضعاف كتبه، وتجدر الإشارة إلى أن كثيرا من النقول في الجرح عن الفلاس مما لا أثر له في كتابي «التاريخ» و «العلل»، يكاد يكون مسموعا لمحمد بن إبراهيم عن المؤلف في مجالس لا نقلا عن كتاب.
وعظمت إفادة ابن أبي حاتم في كتاب «الجرح» - وخاصة في مقدمته - من كتاب أبي حفص، وظهر ذلك جليا في مناحي ترجمة الحافظ يحيى بن سعيد القطان، وفي باب ما ذكر من كلام يحيى بن سعيد في «علل الحديث»(١) على الأخص. فلم يستفد ابن أبي حاتم من أخبار الفلاس وقضاياه فحسب، بل تابعه في نسق الأخبار، فنقلها عنه في بعض الأحيان بترتيبها في الأصل؛ كما يعلم بالنظر في تتاليها في المسرد الآتي.
على أن عبد الرحمن كان يغير عبارة الفلاس حين لا تخدم وضوح
المعنى الذي يقصد إليه؛ كما في تغييره لقول عمرو: «عن الرجل يكون واهي