المتعددة، بمقتضى أنهم مقصودون للتعليم والفتوى، ويعسر على كاتب سيرهم أن يمين بيسر بين العابر من معارفهم، وبين المقيم الثابت، ومجلى ذلك أننا لم نظفر في تسمية أصدقائه إلا بعدد لا تنعقد عليه الخناصر، فعرفنا منهم - بعسر - أبا الآذان عمر بن إبراهيم، وهو بغدادي حلاه الخطيب البغدادي بالحافظ (١)؛ لقب بذلك لكبر آذانه، وكنيته أبو بكر (٢)، مات سنة ٢٨٦ هـ (٣)، فيكون من طبقة تلاميذ الشيخ الأذنين إلى قلبه كالصاحب. قال محمد بن أحمد بن بخيت:«سألت عمرو بن علي، وهو متكئ على يد رجل… ثم زاملت أبا الآذان عمر بن إبراهيم في طريق مكة، فقال لي يوما: تذكر يوم سألت عمرو بن علي… وهو متكئ على يد رجل؟ أنا كنت ذلك الرجل…»(٤).
وأما أبو قتادة، الذي قال عنه ابن عبد البر:«صاحب لعمرو بن علي الباهلي الصيرفي، سمع عاصما الكوزي»(٥)؛ فمعرفة كالنكرة، ولم نجد ما يجلو عنه غبش الجهالة، فإن الكوزي هذا وضاع جرحه الفلاس نفسه (٦).
وكان الإمام أحمد من طبقته، فلست أدري كيف كانت صلته به، وما من ريب أنهما اجتمعا في مجالس شتى، منها ذلك الذي جمعهما في التلقي عن ابن مهدي، وقد عرضا معا بالذكر لواحد من تلك المجالس؛ فقال عنه عمرو بن علي:«سمعت عبد الرحمن بن مهدي، وذكر ابن أبي عدي فأحسن الثناء عليه، ونظر في كتابه معي له عن جعفر بن ميمون…»(٧). وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «سمعت أبي يقول: حدث ابن أبي عدي عن جعفر بن ميمون أحاديث، فجعل ابن مهدي ينظر فيها، يطلع في كتاب مع