ولحديث سلمة بن صخر الأنصاري -رضي الله عنه- حين ظاهر من امرأته في شهر رمضان ثم وقع عليها في إحدى لياليه فقد قال له - صلى الله عليه وسلم -: "اعتق رقبة"، قال: فضربت صفحة رقبتي بيدي فقلت: لا والذي بعثك بالحق لا أملك غيرها، قال: "فصم شهرين"، قلت: يا رسول الله وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام، قال: "فأطعم ستين مسكينا"، فقلت: والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وُحُشًا ما لنا عشاء، قال: "اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك فأطعم عنك منها وسقا ستين مسكينا ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك ... " (٢)، فمن وجد رقبة يستغني عنها أو وجد ثمنها فاضلا عن حاجته ووجدها به لم يجزئه إلا الإعتاق.
(١) أبو داود برقم (٢٢١٤)، وابن حبان [١٠/ ١٠٨ (٤٢٧٩)]، والبيهقيُّ (٧/ ٣٩٢). قال الشوكاني في نيل الأوطار (٧/ ٥٥): "رواه أبو داود، ولأحمد معناه لكنه لم يذكر قدر العرق وقال فيه: فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر، ولأبي داود في رواية أخرى والعرق مكتل يسع ثلاثين صاعًا وقال: هذا أصح ... حديث خولة سكت عنه أبو داود والمنذري وفي إسناده محمَّد بن إسحاق". (٢) رواه أحمد (٤/ ٣٧)، والدارميُّ [٢/ ٢١٧ (٢٢٧٣)]، وابن ماجة برقم (٢٠٦٢)، والترمذيُّ برقم (٣٢٩٩) وقال: "حسن"، والبيهقيُّ (٧/ ٣٨٥)، والحاكم [٢/ ٢٢١ (٢٨١٥)]، وقال عقبه: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ... ". قال الحافظ في التلخيص (٣/ ٢٢١): "فرواه أحمد والحاكم وأصحاب السنن إلا النسائي من حديث سليمان بن يسار عن سلمة بن صخر ... وأعله عبد الحق بالانقطاع، وأن سليمان لم يدرك سلمة. قلت: حكى ذلك الترمذيُّ عن البخاري". قال ابن الملقن في الخلاصة (٢/ ٢٢٩): "لكن قال الحاكم: هو صحيح على شرط مسلم وله شاهد من حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وهذا إسناد على شرط الشيخين، قلت: ومن هذا الطريق أخرجه الترمذيُّ وقال حديثٌ حسنٌ".