وفي هذا دلالة على أن القاعدين غير آثمين مع جهاد غيرهم، ولأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يبعث السرايا ويقيم هو وسائر أصحابه، وأما الآية التي احتج بها سعيد بن المسيب فقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما- (٢): نسخها قوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً}(٣).
[شروط وجوب الجهاد]
يشترط لوجوبه شروط:
[١ - الإسلام]
لقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ}(٤)، فالمخاطبة للمؤمنين دون غيرهم، ولحديث عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى بدر فتبعه رجل من المشركين فقال له:"تؤمن بالله ورسوله"، قال: لا، قال:"فارجع فلن أستعين بمشرك"(٥).
ولأن الكافر غير مأمون في الجهاد لبني دينه أو قومه ويخشى مكره.
[٢ - التكليف]
وذلك بأن يكون المسلم بالغًا عاقلًا، فالصبي لا يجب عليه الجهاد لأنه غير
(١) سورة النساء: ٩٥. (٢) رواه أبو داود (٢/ ١٠). (٣) سورة التوبة: ١٢٢. (٤) سورة التوبة: ١٢٣. (٥) أخرجه مسلمٌ (٣/ ١٤٥٠).