قدمَ على رسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - في فتية من بني عَبد الأشهل فأتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يدْعُوهم إلى الإسلام وفيهم إياس بن مُعاذ. كذا ذكره الأصبهانيانِ (٢).
وَفيه نظر من حَيث إن الاصطلاح إذا قيل في رجُل قدمَ على سيدنا رسُول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما يكون قدم مسلما، وقد ذكَر ابنُ إسحاقَ أن أبا الحَيسَر إنما قدم مكة -شرفها اللهُ تعالى- ليطلب الحِلْف من قريش فجاءه النبي - صلى الله عليه وسلم - فعَرض عليه الإسلام ولم يذكر له إسلاما وأن إياس بن معاذ لما قال: أي قوم: هذا والله خبر مما جئتم له أخذ أبو الحيسر حفنة من (٣) الحَصباء [. . . . . . . . . . . .](٤) فينظر.
وزَعم الزبير أَن اسم أبي الحَيسر: بشر بن رافع وأن ابنتَه لما تزوجها عَبد الرحمن بن عَوف قال له سيدنا رسُول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أولم ولو بشاة"(٥).
(١) ابن منده -كما في "أسد الغابة" (١/ ١٤٦ - ١٤٧) - وأبو نعيم كما في "المعرفة" (٢/ ٢٢٤). (٢) أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٢/ ٢٢٥ - ٢٢٦)، وابن منده كما في "الأسد" (١/ ١٤٧). (٣) قوله: "حفنة من" لم يظهر بهامش "الأصل"، واستظهرناه من "الأسد" (١/ ١٨٦). (٤) ما بين المعقوفين قدر سطر وقد يزيد لم يظهر من هامش "الأصل"، وفي "الأسد": " ... فأخذ أبو الحسير حفنة من العطاء (كذا) وضرب بها وجه إياس وقال: دعا منك، فلعمري لقد جئنا لغير هذا فسكت وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهم ... ". (٥) انظر "الإصابة" (١/ ٢٥٦).