قال: ولا يصلح أن تكون «ما» في الموضع الذي ذكر؛ لأنّ ذلك يصير كقول القائل: التمر حلو، والثّلج بارد، والنّار حارّة. ولا يحتاج إلى أن يخبر أنّ الذي يسمع هذا الصّوت؛ لأنه لا مسموع إلّا الصّوت.
قال: وصوت النعامة الذّكر: العرار. وصوت الأنثى: الزّمار.
وأنشد الذي زعم أنّها لا تسمع، قول أسامة بن الحارث الهذليّ [٦] : [من الطويل]
تذكّرت إخواني فبتّ مسهّدا ... كما ذكرت بوّا من اللّيل فاقد [٧]
[١] البيتان للبيد، والأول في ديوانه ١٢، وصدره في اللسان (صحم) ، وهو بلا نسبة في التهذيب ٤/٢٧٣، والثاني في ديوانه ١٨. [٢] في ديوانه «الصحم: الحمير، وأصحم: أسود اللون من كل لون. صيام: قيام. الصمد: الغلظ. والرجلة: رجلة الوادي، مسيله وجمعه رجل. وبيض: يريد بيض النعام. تؤام: اثنان اثنان. الميث: الأرض السهلة. المذنب: مجرى الماء» . [٣] في ديوانه «العرار: صوت النعام الذكر، والزمار صوت الأنثى. واليراع: القصب يتخذ منها زمارات» . [٤] ديوان الطرماح ١٤٣ (١١٥) ، والجمهرة ١٢٣، والمعاني الكبير ٣٤٣. [٥] في ديوانه «يدعو: بمعنى يجيب هاهنا. والعوّد: اللواتي يعدن المريض الألم، أي يزرنه» . [٦] ديوان الهذليين ٢/٢٠١- ٢٠٢، وشرح أشعار الهذليين ١٢٩٦. [٧] في ديوان الهذليين «البوّ: جلد يحشى للفاقد ولدها، يذبح أو يموت فترأمه وتدرّ عليه، فإذا ذكرته حنّت» .