وزعم الأصمعيّ أنّ قوله [١] : «هتوف تبكّي ساق حرّ» إنّما هو حكاية صوت وحشيّ الطير من هذه النّوّاحات. وبعضهم يزعم أنّ «ساق حرّ» هو الذكر، وذهب إلى قول الطّرمّاح في تشبيه الرّماد بالحمام، فقال [٢] : [من المديد]
بين أظآر بمظلومة ... كسراة السّاق ساق الحمام
٧٠٨-[صفة فرس]
وقال آخر [٣] يصف فرسا: [من الراجز]
ينجيه من مثل حمام الأغلال ... رفع يد عجلى ورجل شملال
تظمأ من تحت وتروي من عال
الأغلال: جمع غلل، وهو الماء الذي يجري بين ظهري الشّجر قال: والمعنى أنّ الحمام إذا كان يريد الماء فهو أسرع لها. وقوله: شملال أي خفيفة.
[١] يقصد قصيدة جهم بن خلف التي تقدمت. [٢] ديوان الطرماح ٣٩١، والبرصان ١٧٩. [٣] الرجز لدكين بن رجاء في اللسان (غلل، ظما، علا) ، والتاج (غلل) . وبلا نسبة في اللسان (ظمأ) ، والتاج (ظمأ، علا) ، والمخصص ١٣/١٤٤، والتهذيب ٣/١٨٥، ١٤/٤٠٢، والمقاييس ٤/١١٧.