ويقال: إنّه قيل للرّخمة: ما أحمقك! قالت: وما حمقي، وأنا أقطع في أوّل القواطع، وأرجع في أوّل الرّواجع، ولا أطير في التّحسير [١] . ولا أغتر بالشّكير [٢] ، ولا أسقط على الجفير [٣] .
وقد ذكرنا تفسير هذا. وقال الكميت [٤] : [من مجزوء الكامل]
إذ قيل يا رخم انطقي ... في الطّير، إنّك شرّ طائر
٩٢٦-[شر الطير]
وقال أبو الحسن المدائني: أمر بعض ملوك العجم الجلندي بن عبد العزيز الأزديّ، وكان يقال له في الجاهلية عرجدة، فقال له: صد لي شرّ الطير، واشوه بشرّ الحطب، وأطعمه شرّ الناس. فصاد رخمة وشواها ببعر، وقرّبها إلى خوزيّ [٥] . فقال له الخوزيّ: أخطأت في كلّ شيء أمرك به الملك: ليس الرّخمة شرّ الطير، وليس البعرة شرّ الحطب، وليس الخوزيّ شرّ الناس. ولكن اذهب فصد بومة، واشوها بدفلى، وأطعمها نبطيّا ولد زنى. ففعل، وأتى الملك فأخبره، فقال: ليس يحتاج إلى ولد زنى! يكفيه أن يكون نبطيّا.
[١] التحسير: سقوط ريش الطائر. «القاموس: حسر» . [٢] الشكير: الريش الصغير. «القاموس: شكر» . [٣] الجفير: جعبة السهام «القاموس: جفر» . [٤] ديوان الكميت ١/٢٢٧، والسمط ٣٠٠، والمستقصى ١/٨١، والمعاني الكبير ٢٩٢. [٥] نسبة إلى خوزستان.