قال [١] : ومما عظم الله به شأن النار أنها تنتقم في الآخرة من جميع أعدائه.
وليس يستوجبها بشريّ من بشريّ، ولا جنيّ من جنيّ بضغينة ولا ظلم، ولا جناية ولا عدوان، ولا يستوجب النار إلا بعداوة الله عزّ وجلّ وحده، وبها يشفي صدور أوليائه من أعدائهم في الآخرة.
١٣٠٥-[تعظيم الله لما أضافه إلى نفسه]
وكل شيء أضافه الله إلى نفسه فقد عظّم شأنه، وشدّد أمره. وقد فعل ذلك بالنار [٢] ، فقالوا بأجمعهم: دعه في نار الله وسقره، وفي غضب الله ولعنته، وسخط الله وغضبه. هما ناره أو الوعيد بناره، كما يقال: بيت الله، وزوّار الله، وسماء الله، وعرش الله.
ثم ذكرها فامتنّ بها على أهل الأرض من وجهين [٣] : أحدهما قوله عزّ وجلّ: