قال الله عزّ وجلّ: يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
[١] . ويقال إن جريرا من هذا أخذ قوله [٢] : [من الكامل]
ما زلت تحسب كلّ شيء بعدهم ... خيلا تكرّ عليكم ورجالا
وإلى هذا ذهب الأوّل [٣] : [من الطويل]
ولو أنّها عصفورة لحسبتها ... مسوّمة تدعو عبيدا وأزنما
وقال جران العود [٤] : [من البسيط]
يوم ارتحلت برحلي قبل برذعتي ... والقلب مستوهل للبين مشغول [٥]
ثمّ اغترزت على نضوى ليحملني ... إثر الحمول الغوادي وهو معقول [٦]
وهذا صفة وهل الجبان. وليس هذا من قوله [٧] : [من المتقارب]
كملقي الأعنّة من كفّه ... وقاد الجياد بأذنابها
وقال الذّكواني أو زمرة الأهوازيّ، ففسر ذلك حيث يقول:[من الخفيف]
يجعل الخيل كالسّفين ويرقى ... عاديا فوق طرفه المشكول [٨]
[١] ٤/المنافقون: ٦٣. [٢] ديوان جرير ٥٣، والرسالة الموضحة ٦٤، والمختار من شعر بشار ٩، والعقد الفريد ٣/١٣٢، وتقدم في ٥/١٣٢. [٣] البيت لجرير، وللبعيث؛ وللعوام بن شوذب؛ ولمغيرة بن طارق اليربوعي؛ ولابن حوشب، وقد تقدم البيت مع تخريج واف في ٥/١٣١. [٤] البيتان لجران العود في الأشباه والنظائر للخالديين ١/٥٨، وعيون الأخبار ١/١٦٥، وديوان جران العود ٥٥، وهما لابن مقبل في ديوانه (٢٦٥) ، وفي ديوان جران العود: «وتروى لابن مقبل، ولقحيف العقيلي، وقال خالد: هي لحكم الخضري» . [٥] المستوهل: الفزع. [٦] اغترزت: وضعت رجلي في الغرز، وهو الركاب. النصو: البعير أنضاه المسير. المعقول: مشدود بالعقال. [٧] البيت بلا نسبة في عيون الأخبار ١/١٦٥. [٨] الطرف: الفرس الكريم الطرفين. المشكول: المشدود بالشكال، وهو العقال تشد به قوائم الدابة.