وكلبهم ممعّط الجلد. وقد قال الله عزّ وجلّ لنبيّه صلى الله عليه وسلم: لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً
[١] .
٥٦٥-[جملة من نوادر الشعر]
وسنذكر من نوادر الشّعر جملة، فإن نشطت لحفظها فاحفظها؛ فإنّها من أشعار المذاكرة. قال الثّقفي [٢] : [من البسيط]
من كان ذا عضد يدرك ظلامته ... إن الذّليل الّذي ليست له عضد
تنبو يداه إذا ما قلّ ناصره ... ويأنف الضّيم إن أثرى له عدد
وقال أبو قيس بن الأسلت [٣] : [من السريع]
بزّ امرئ مستبسل حاذر ... للدّهر، جلد غير مجزاع
الكيس والقوّة خير من ال ... إشفاق والفهة والهاع
وقال عبده بن الطّبيب [٤] : [من البسيط]
ربّ حبانا بأموال مخوّلة ... وكلّ شيء حباه الله تخويل
والمرء ساع لأمر ليس يدركه ... والعيش شحّ وإشفاق وتأميل
وكان عمر بن الخطّاب- رضي الله تعالى عنه- يردّد هذا النصف الآخر، ويعجب من جودة ما قسم [٥] .
وقال المتلمّس [٦] : [من الوافر]
وأعلم علم حقّ غير ظنّ ... وتقوى الله من خير العتاد
لحفظ المال أيسر من بغاه ... وضرب في البلاد بغير زاد
[١] ١٨/الكهف: ١٨.
[٢] البيتان للأجرد الثقفي في الشعر والشعراء ٤٦٠، وللثقفي في البيان والتبيين ١/٦٧، ٣/٣٢٥، وعيون الأخبار ٣/٢، والأول للأجرد في التاج (عضد) ، وبلا نسبة في الجمهزة ٦٥٨.
[٣] ديوان أبي قيس بن الأسلت ٧٩، والمفضليات ٢٨٥، وشرح اختيارات المفضل ١٢٣٨، والأول في اللسان والتاج (هيع، فكك) ، والجمهرة ١٥٨، ١٦١، ٩٧٠، والتهذيب ٣/٢٣، ٩/٤٦٠، والبيان والتبيين ١/٢٠٤، وبلا نسبة في العين ٢/١٧٠، والتاج (دهن) ، والمخصص ٢/١٢٢، ٣/٥٢، ٦٥، ١٤/٦٥، وأمالي القالي ٢/٢١٥.
[٤] ديوان عبدة بن الطبيب ٧٥، والمفضليات ١٤٢، وشرح اختيارات المفضل ٦٧٤.
[٥] انظر البيان والتبيين ١/٢٤١.
[٦] الأبيات في الحماسة البصرية ٢/٦٨، ونهاية الأرب ٣/٦٤، والشعر والشعراء ٨٨.