ومما يمدح به الشّعراء بلون الغراب قال أبو حيّة [١] : [من الوافر]
غراب كان أسود حالكيّا ... ألا سقيا لذلك من غراب
وقال أبو حيّة [٢] : [من المتقارب]
زمان عليّ غراب غداف ... فطيّره الدّهر عني فطارا
فلا يبعد الله ذاك الغداف ... وإن كان لا هو إلّا ادّكارا
فأصبح موضعه بائضا ... محيطا خطاما محيطا عذارا [٣]
وقال أبو حيّة في غير ذلك، وهو مما يعدّ للغراب [٤] : [من الطويل]
كأنّ عصيم الورس منهنّ جاسد ... بما سال من غربانهنّ من الخطر [٥]
٨٤٩-[استطراد لغوي]
والغراب ضروب، ويقع هذا الاسم في أماكن، فالغراب حدّ السكين والفأس، يقال فأس حديدة الغراب. وقال الشّماخ [٦] : [من الطويل]
فأنحى عليها ذات حدّ غرابها ... عدوّ لأوساط العضاه مشارز [٧]
المشارزة: المعاداة والمخاشنة.
والغراب: حدّ الورك ورأسه الذي يلي الظهر، ويبدأ من مؤخّر الرّدف. والجمع غربان. قال ذو الرّمّة [٨] : [من الطويل]
وقرّبن بالزّرق الحمائل بعد ما ... تقوّب من غربان أوراكها الخطر [٩]
[١] ديوان أبي حية ١٢١. [٢] ديوان أبي حية ٤٣، وحماسة القرشي ٢٨١- ٢٨٢، وطبقات ابن المعتز ١٤٥، وأمالي المرتضى ١/٤٤٥، ونسب البيت خطأ إلى الكميت في اللسان (غرب) . [٣] في ديوانه: (بائض: من باض النبت إذا صوّح، وبائض: أي مبيض. خطام: أي ما خطم به من الشعر. [٤] ديوان أبي حية ٥٢. [٥] في ديوانه: (العصيم: الدرن والوسخ والبول إذا يبس على فخذ الناقة) . [٦] ديوان الشماخ ١٨٥، واللسان والتاج (غرب، شرز) ، والجمهرة ٣٢١، والعين ٤/٤١٣، وديوان الأدب ١/٤٣٩. [٧] في ديوانه: (أنحى عليها: عرض عليها: أي أقبل يقطعها. ذات حد: فأس ذات حد. غرابها: حدها. العضاه: شجر عظيم له شوك. الشرز: القطع) . [٨] ديوان ذي الرمة ٥٦٦، والجمهرة ٢٣٤، ٧٠٣، ١٠٩٧، واللسان (غرب، خطر، زرق، جمل) . [٩] في ديوانه: (الزرق: أكثبة الدهناء) . ويقال: «جمائل وجمال» .